توفى صلاح الدين يوم الرابع من مارس أثناء مفاوضات صلح الرملة مع الصليبين ولم يتهمه أحد حتى الآن بالخيانة!
أنشغل العالم الأسبوع الماضى بحفل الأوسكار الذى يتسائل دائماً محبى السينما المصرية عن سبب غياب فيلم الناصر صلاح الدين عن نسخة الحفل فى مطلع سبعينات القرن الماضى، رغم أن الفيلم لم يحقق النجاح المطلوب عند عرضه جماهيرياً ربما لأنه يتحدث عن القدس والحرب والسلام بينما الجمهور حينها كان لا يريد إلا الحرب لتحرير سيناء المحتلة.
وبالتوازى مع زخم حفل الأوسكار الأعلامى أنشغلت الفضائيات المصرية بالشد والجذب حول جدوى أتفاقية السلام مع إسرائيل التى مر على توقيعها ما يزيد عن ربع قرن بينما الهجوم عليها مستمر من الأسلاميين والقوميين العرب المؤمنين بحلم عبد الناصر والحافظين لخطبه العصماء التى طالما توعد فيها أعدائه بقتلهم غرقاً فى نفس البحر الذى يغرق فيه اللاجئين العرب الآن!
السادات الذى ذهب يوماً ما إلى القدس وحيداً حاملاً أغصان الزيتون وأمانى العرب فى جنى ثمار حرب أكتوبر التى ما كان ليدخل المسجد الأقصى لولاها، عاد ليطرده العرب من جامعة الدول العربية بعد قمة جنى فيها أتهامات بالخيانة والعمالة هى نفس القمة التى أعلنت المغرب رفضها أستضافتها فى الأسبوع الماضى، لتنتهى رحلة السادات لاحقاً بعد أغتياله بتحرير سيناء بينما ظلت الأراضى العربية التى وقعت تحت الأحتلال فى يونيو 67 كما هى لتمسك أصحابها بثوابتهم القومية، حتى عادوا بالنهاية ليسلكوا نفس الطريق الذى سبق وأن سلكه السادات يوماً ما ولكن رحلتهم لم تصل لنهاية رحلة السادات!
سيناء عادت بالحرب والمفاوضات إلى السيادة المصرية مثلما كانت عندما تجلى الله لأحد جبالها بناء على طلب موسى نبى بنى إسرائيل، بينما مرتفعات الجولان التى حارب الجيش السورى من أجلها ورفض التفاوض من أجلها أيضاً ترزح تحت الأحتلال الأسرائيلى وكانت هى الوجهة التى أختارها نتنياهو وزوجته للقيام بجولة سياحية يختتم بها أسبوع عمله بينما الجيش السورى مشغول بطرد الدواعش من سوريا بمساعدة حزب الله الذى أعلنه الخليجيون تنظيم أرهابى بالأسبوع الماضى أيضاً رغم أنه التنظيم الذى أحتفوا به منذ سنوات بعد أنسحاب أسرائيل من جنوب لبنان!
