كان صباح أحد أيام الموجة الباردة التى تضرب المدينة حيث حجب الضباب الجسر عن العيون إلا عين مولانا التى رصدت شاب يتأهب للقفز فى النهر
– أرجع يا بنى أتريد أن تموت كافراً ؟!
– دعنى و شأنى يا مولانا فلقد تملك اليأس منى فى هذه المدينة التى لم أجد بها فرصة لأستغلال طاقتى و عرض موهبتى
– أرجع و سأكلم لك أحد معارفى لعله يجد لك فرصة عمل عنده
– يا مولانا أنت لا تعرفنى جيداً فلا تعطينى وعداً تندم عليه لاحقاً
– و هل ألتقينا قبل اليوم يابنى ؟!
– بالطبع فأنا سفير أبليس فى هذه البلاد و أعرفك جيداً فدعائك علىّ و على أعوانى لم ينقطع يوماً
– أرجع يا بنى و لا تستعجل الذهاب إلى الجحيم فأنت ذاهب إليه لا محالة ، فلم العجلة إذاً ؟
– لم يعد لأهل هذه البلاد حاجة بى يا مولانا فلقد أثبتوا أنهم الأساتذة و أنا تلميذهم الخائب ، لو حكيت لك يا مولانا لشاب شعر رأسك الذى أوشك على السقوط كحال تلاميذك و مريديك الذين يقفون خلفك فى كل صلاة
– تباً لك من شيطان رجيم أتريد أن تفضح تلاميذى ثم تنتحر لينقطع رزقى ، فلولا عدائك لبنى آدم لما وجد أمثالى دور يلعبوه فى الحياة !
– سأنزل إكراماً لك يا مولانا و ربنا ما يجعلنا من قطاعين الأرزاق
– مرحى لك أيها اللعين و أعلم أن رزقى و رزقك على الله ، بما أننا أصبحنا أصدقاء هل أفطرت اليوم أم أنك صائم مثلى ؟!