الأدب المصرى

أحد قصائد بيرم التونسى التى أنتقد فيها الأنحلال الأخلاقى للمجتمع المصرى

أحد قصائد بيرم التونسى التى أنتقد فيها الأنحلال الأخلاقى للمجتمع المصرى

عنوان المقال ليس المقصود الأدب كقصة و رواية و لكن المقصود به الأخلاق التى يطلق عليها المجتمع المصرى أسم الأدب ، فالمجتمع و من خلفه النظام الحاكم أصبح له قيم أخلاقية تعرض من ينحرف عنها للمحاكمة أو الفضيحة الأعلامية .

إرهاصات المد القيمى الذى نعيشه الآن بدأ منذ عصر مبارك عندما طعن أحد المهاويس الأسلاميين نجيب محفوظ بخنجر فى رقبته عقاباً له على رواية أولاد حارتنا التى أعتبرها الإسلاميين تجرأ من خيال الكاتب على الذات الآلهية ، هذا غير القضايا التى نظرت أمام المحاكم المصرية لوقف عرض فيلم المهاجر ليوسف شاهين بدعوى إقتباس أحداثه من قصة سيدنا يوسف نهاية أو قل بداية بأغتيال فرج فودة الذى أعتبر هؤلاء المهاوييس أخطر على المجتمع المصرى من الأمبريالية الصهيونية اليهودية التى طالما تحدث الكثير من قادة الفكر عن نظريات مؤامراتها على المجتمع و سعيها لنشر الأنحلال و القيم الهدامة التى تسعى لهدم الدين و قيم مجتمعنا الشرقية الأصيلة !

إلا أن ما كان يتم أعتباره أحداث فردية بدا الآن و كأنه أحداث منظمة فالمحاكم المصرية تنظر الآن دعوى مرفوعة ضد كاتب نشرت له قصة فى جريدة عامة متخصصة فى الأدب بدعوى خدش الحياء العام ، و رغم أن الدستور يحمى الأبداع إلا أن القاضى دعى البرلمان الجديد إلى وضع قوانين تضع حدوداً للإبداع تتوافق مع القيم المحافظة للمجتمع المصرى ، هذا غير نشر أحد الأعلاميين المحسوبين على النظام صور خاصة وصفها بأنها فاضحة لأحد السينمائيين الذى دخل البرلمان الجديد كنائب منتخب مما أغضب إعلامى آخر فهاجم زميله الأعلامى شبه الرسمى قائلاً فى صيغة شعبية تسمى ” ردح ” دعنا لا ننشر الصفعات التى نالها وجهك و قفاك الكريم من الأخوان فى باريس فى تعبير مؤسف عن الحالة الأخلاقية التى وصل إليها المصريين بالداخل و الخارج .

يذكر أنه فى أمريكا بلد الحرية التى تعنى الأنحلال من وجهة نظر مجتمعنا المحافظ كاد بيل كلينتون أن يفقد منصبه بسبب أنه حنث باليمين فى مسألة علاقته الغرامية بمونيكا لوينسكى و ليس بسبب العلاقة نفسها فهى شأن يخصه و لكن الكذب شأن يخص المجتمع الذى تعارض قيمه هذا الفعل فما بالك لو كان الكاذب هو رئيس الدولة شخصياً ، و لأن قيم المجتمع المصرى لا تسمح بالخوض فى أعراض الناس فلقد تم منع إذاعة محاكمة بيل كلينتون الشهيرة على التليفزيون المصرى حينها حفاظاً من المؤسسة الإعلامية على القيم المصرية المحافظة و منعاً لخدش حياء الشعب المؤدب جداً !

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>