بالأمس أصدرت الدولة الأسلامية فرع سيناء بيان تدعى فيه أنها أسقطت طائرة ركاب روسية معربة عن فرحها بهلاك ركابها الصليبين من الرجال و النساء و حتى الأطفال أنتقاما ًمنهم على العدوان الروسى الذى بدأ منذ شهر واحد فقط فى سوريا .
و السؤال هنا لماذا الطائرة الروسية بالذات هى التى تم أسقاطها و لم يتم إسقاط أى طائرة أخرى تابعة للتحالف الدولى الذى تضرب غاراته داعش منذ سنوات ؟ و لماذا يضرب الصاروخ الإسلامى الطائرة الروسية و لا يضرب الإسرائيلية رداً على الأنتهاكات المتكررة لساحات المسجد الأقصى و على الغارات المتكررة على قطاع غزة ؟
يبدو أن العداء بين الجماعات الإسلامية و بين الروس تاريخية منذ الحرب السوفيتية على أفغانستان و يبدو أن الإسلاميين لا ينسون من وقف ضدهم و من وقف معهم آنذاك ، فالغرب الذى ساند الإسلاميين فى حربهم ضد الشيوعيين لطائراتهم الأمان فى أجواء الدول الأسلامية كما هو الحال للطائرات الأسرائيلية أيضاً ، فمن الواجب أعطاء الأمان للدولة التى أرسلت طائراتها لضرب قوات الأسد !
لا يمكن تفسير بيان ولاية سيناء الصادر بالأمس غير أنه بيان يعبر عن كراهية لما كل هو روسى و حب لكل ما هو أمريكى ، فالحب فقط هو الذى يجعلك تغفر لأمريكا غاراتها على أفغانستان و العراق و سوريا و اليمن و الصومال ، و الحب هو الذى يجعلك تغفر لأمريكا حبها القوى لأسرائيل و دفاعها المستمر عنها فى كل المحافل الدولية !
و هكذا نرى مثال واضح لمآساة العشق الداعشى الذى يبدو أنهم يحبون العم سام رغم الضربات الجوية على المجاهدين فى كل مكان بالأرض فى ترجمة حرفية للمثل المصرى ” ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب ” ، بينما العم سام قلبه مشغول بحب أبناء عمهم اليهود فى عقاب واضح من كيوبيد إله الحب عند الرومان للدواعش الذى كفروا به فأرسل عليهم لعنة الحب من طرف واحد !!