الحفلة مستمرة

أحد حضور حفلة أم كلثوم حيث الحياة كانت تتوقف فى مصر لسماع حفلة الست الشهرية

أحد حضور حفلة أم كلثوم حيث الحياة كانت تتوقف فى مصر لسماع حفلة الست الشهرية

بعد أعوام من يناير الذى كان من أجل مطالب العيش والحرية وقف الخلق يشاهدون كيف أن مطالبهم لن تبنيها لهم مصر التى بنت سابقاً قواعد المجد وحدها بدون مساعدة مثلما شدت أم كلثوم، فنحن شعب يحب الغناء وتقديراً منه لبناة الأهرام قرر تكريمهم بأغنية ليقف مع باقى الخلق يشاهد المجد الذى كان بدون أى نية لمواصلة البناء.

فالخطباء فى بلادنا مثلهم مثل السحرة يوقعون جمهورهم فى سحر كلماتهم التى تدخلهم فى عالم إفتراضى يعيشون فيه حباً وطواعية، ينقشون على جدران العقول الحجرية جمل مثل أنتم خير أمة وخير شعب وأول حضارة وأنقى ثورة وأسوأ مؤامرة إلى آخر الجمل التى حفظتها أطباق الأستقبال المعدنية من كثرة تكرارها!

وللكلمات شهداؤها فى مصر مثل الصحفى فرج فودة الذى دفع حياته ثمن لكلماته التى صدمت جموع أنصار الخلافة القادمة فقتلوه قبل أن تأتى الخلافة لاحقاً، كما كاد أن يدفع نجيب محفوظ حياته ثمناً لرواية كتبها من نسج الخيال من شخص لم يقرأ روايته ولكنه أطاع خطيبه كالمسحور مسلوب الأرادة، والشئ بالشئ يذكر فالمصرى الوحيد الذى نال جائزة نوبل فى مجال علمى كان قد هاجر من البلاد منذ زمن طويل.

مع إقتراب ذكرى يناير تكثر الكلمات عن الوضع الصعب ولا توجد كلمة تصف العلاج، ورغم أن الثورة الشابة لها لغة مختلفة على حوائط مواقع التواصل ولكنها هى أيضاً بنفس الكلمات والتغريدات منذ خمس سنوات، حتى أن كلمات أغنية المطربة أغنام التى شدت بها لشكر شهداء يناير وصفت فيها حال الأرض بالثبات والأيام بالتكرار، شكرتهم لأنهم أتوا بالأمل من جديد ولكن يبدو أن الزمان دار دورة كاملة وعاد لمكانه الأول!!

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>