محمد على باشا أشهر من أنقلب على دولة الخلافة فى أسطنبول التى كاد أن يسقطها لولا أن الغرب آنذاك ساند الشرعية!
الذين هبطوا من السماء ليس مجرد عنوان لواحد من أشهر كتب الراحل الجميل أنيس منصور وليس عنوان تائه لأحد الأخبار التى لم يتنبه إليها أحد وسط الدماء الساخنة التى سالت فى الأيام الماضية حيث نقلت أحدى وكالات الأنباء خبر مفاده أن كائنات فضائية أفسدت بعض أجهزة المحطة الفضائية الدولية ولكن أنشغال أهل الأرض بصراعاتهم لم يدع لهم وقت للأطمئنان على أهلنا الذين ذهبوا إلى السماء والتحقق من صحة هذه الأنباء!
ولكن يبدو أن الكائنات الفضائية ليست فقط التى تهبط من السماء وليست فقط التى تشاكس رجال الفضاء بحسب رجال الدين، لأن هناك جبريل وكتيبته التى دائماً تكون على أهبة الأستعداد للتدخل فى المناطق التى تشعر فيها جماعة الأخوان بالخطر، فلقد كان موجود بالقرب من أعتصام رابعة يتابع موقف الأخوان عن كثب مسانداً لهم بعد أن وضعوا منفردين دستور جديد لمصر يضمن مرجعية إسلامية للقوانين التى تحكم المصريين المختلفين دينياً وأيدولوجياً، ولكن جبريل المتابع للموقف قرر العودة إلى قواعده وعدم التدخل لصالح الأخوان فى مصر ولا يعرف أحد السبب حتى الآن!
وهذا مالم يكرره جبريل مع أخوان تركيا الذى قرر التدخل لصالحهم وأفشال مخطط الأنقلاب العسكرى رغم أنه كان سيكون أنقلاب على دستور علمانى ليس له أى مرجعية دينية يضمن للشعب التركى حرية الأعتقاد الدينى قبل السياسى، فرغم أن لأردوغان سجل سيئ جداً فى حبس الصحفيين المخالفين له قبل الأنقلاب وحظر بعض شبكات التواصل الأجتماعى إلا أن فى عهده أعتنق عدد من الأتراك المسيحية بعد أن علموا أنها كانت دين جدودهم الأرمن الذين أعتنقوا الأسلام خوفاً على رقابهم قبل قرن من الزمان!
جبريل الآن فى تركيا بحسب القرضاوى يساند أردوغان وحزبه ولا يهم أن نعرف كيف علم هذا العالم الجليل بتحركات جبريل السماوية فرجال الدين فى الشرق فوق القانون والدستور ولا يجوز مسائلتهم حتى لو تم تعطيل الدستور فهم بحسب نجل الدكتاتور الشهير عيدى أمين الذى ظهر متحدثأ فى أحد الأفلام التسجيلية عن سير والده أنه أخبره يوماً ما عن أهمية رجال الدين الذين يقومون ببناء جسر بين الحاكم والشعب حتى يستطيع الحاكم الأستمرار فى السلطة أطول فترة ممكنة!
