الفيروس المصرى

فتح تحطم الطائرة الروسية فى مصر باب للإخوان للحديث عن إمكانية التدخل العسكرى فى سيناء !

فتح حادث تحطم الطائرة الروسية باب للإخوان للحديث عن إمكانية التدخل العسكرى الأجنبى فى سيناء !

يبدو أن السيد جمال حشمت رئيس البرلمان المصرى الموازى المنعقد فى تركيا لم يقرأ جيداً التاريخ المصرى الذى يتطلب من قارئه الكثير من المجهود بسبب ثرائه و تنوع حقائبه التاريخية ، فتصريحه عن قرب التدخل الدولى فى سيناء لا ينم إلا عن جهل بالحاضر و الماضى معاً و يدل على أمنيات مريضة لشخص يحمل مناعة جيدة تمنعه من حب بلاده !

فالثابت تاريخياً أن كل من أتى مصر غازياً لا يريد إلا سرقة ثرواتها و نقلها إلى بلاده قد أصابته لعنة الفراعنة و خرج من التاريخ الذى تحتل مصر فيه مكاناً فى صدر أول صفحة فيه ، فالهكسوس الذين دمروا آثار الكثير من الحضارة المصرية خرجوا من البلاد على يد أحمس و خرجوا أيضاً من التاريخ و أنتهت دولتهم إلى الأبد نفس الشئ حدث مع الدولة العثمانية التى دخلت مصر لكى لا تسرق فقط خيرها بل و سرقت البنائين المصريين الذين أرسلتهم إلى أسطنبول لكى يشيدوا نسخة من ما وجده سليم الأول فى مصر .

هواء مصر يحمل عدوى تجعل من يدخلها يقع فى عشقها و لا يغادرها فاللأسكندر أتى إلى مصر غازياً فبنى مدينته و بنى مكتبة أنارت أركان العالم القديم و لا يزال البحث مستمراً فى باطن مدينته عن مقبرته ، و كثير من العرب تركوا البيداء و قاموا بأستيطان الوادى كما أتى آل بيت النبوة ليعيشوا فى مصر كما عاش فيها من قبل جدهم إبراهيم ، الفاطميين أتوا أيضاً من الغرب ليبنوا العاصمة المصرية و يعيشوا فيها و يسقط حكمهم بينما قاهرة جوهر الصقلى حتى الآن ما زالت تعج بساكينها ، حتى أن المماليك إذا أردت مشاهدة آثارهم فعليك زيارة القاهرة لمشاهدة قطع من الفن له رائحة روحانية كمسجد السلطان حسن .

البعض الآخر أتى إلى مصر و رحل و لكن بعد أن أصيب بالعدوى المصرية فالفرنسيون رحلوا من مصر مع شامبليون الذى فتح للعالم كتاب الفراعنة و عكف مع أصدقائه العلماء لسنوات بعدها يكتبون كتاب يصفون فيه ما شاهدوه حتى أن الأنجليز رحلوا بعد أن كشفوا للعالم كنوز توت عنخ آمون .

يبدو أن إقامة السيد جمال حشمت مع العثمانيين الجدد أنسته أنهم لن ينسوا أبداً أن محمد على وصل إلى تخوم عاصمة الخلافة بالجيش المصرى الذى أسسه سليمان باشا الفرنساوى الذى بالمناسبة أتى إلى مصر شاهراً غازياً و لكن بعد أن أصابته العدوى أقام فى مصر و صنع لها جيشها الحالى الذى لن يغفر له العثمانيين الجدد تمرده على دولة الخلافة التى سقطت بعدها فى أقل من قرن من الزمان كدولة الهكسوس التى سقطت فى أول الزمان .

إذا أراد المجتمع الدولى التدخل العسكرى فى مصر فعليهم الذهاب أولاً إلى تركيا و الأتصال بالإخوان حتى لا يصيبهم الفيروس المصرى فيقعوا فى عشقها كمن سبقوهم !

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>