الفراعنة وسحرتهم

لم يستعن علماء الآثار حتى الآن بالجن فى بحثهم عن غرفة دفن الملك خوفو سر الهرم الأكبر!

بلادنا لها سحر خاص يقع فيه بعض من يمر بها وسحرتها مشهود لهم بالكفاءة بل أنهم دخلوا التاريخ منذ أن أستعان بهم فرعون موسى ليضحد آية نبوة النبى الجديد الذى كان يهدد نظام حكمه ولكنك يجب أن تتحصن جيداً ضد هؤلاء حتى لا يصيبك الداء العضال الذى أصاب أهل بلاد أصبح الكثير منهم مسلوب الإرادة تماماً أمام أهل السحر وطلباتهم!

فى إحدى القرى القريبة من مدينة الجيزة قتل أب أبنته الرضيعة خنقاً أستجابة لدجال أراد أن يقدمها قرباناً لأحد ملوك الجن الذى سيستعين به الجانى فى البحث عن باب أحد المقابر الفرعونية لسرقة محتوياتها، والغريب فى الأمر أن أم الجانى شاركت فى الجريمة بشكل ما عندما أدعت أن حفيدتها ماتت خنقاً بغطاء رأس كانت تلف به رأس الضحية أثناء نومها لولا أن أم الضحية وطليقة الجانى شكت فى الأمر وقامت بأتهام طليقها وأمه بالأشتراك مع زوجته الجديدة بقتل طفلتها عمداً تلبية لطلبات الدجال وشركائه من الجن!

لم تتوقف أعمال الدجل والسحر عند الطبقات الدنيا والفقيرة ولكنها أمتدت كالوباء لتنتشر فى أوصال المجتمع ليتهم رئيس أحد الأندية الرياضية المشهورة ورجل القضاء السابق منافسى فريقه بممارسة أعمال السحر والشعوذة حتى يخسر فريقه المباريات ومحذراً فى الوقت نفسه الإعلاميين من السخرية منه حتى لا تصيبهم اللعنة التى أصابت فريقه فيجروا هم الآخرين أذيال الفشل التى حاول أحد مسئولى فريق آخر قطعها عن طريق ذبح عجلين على باب ملعب تدريب فريقهم على سبيل فك النحس والوقاية من الإصابات التى تلاحق لاعبى الفريق!

سبب أنتشار مثل هذه المعتقدات مختلف عليه بين الباحثين الذين يتهمون النظام السياسى تارة أو يتهمون رجال الدين على أختلاف دينهم مسلمين أو أقباط تارة أخرى بل هناك من يذهب أبعد ويخاطر بسلامته الشخصية متهماً الجهل والتخلف فى معاداة صريحة لكل من يضع غلاف من القدسية الدينية على السحر والجن.

بالقرب من القرية التى تقتل أطفالها الرضع ومن المدينة التى تعانى فرقها الرياضية من خصومها الجن، تقع قرية خرج أهلها وهدموا كنيسة عقاباً لشاب قبطى وقع فى غرام فتاة مسلمة فى واقعة صدمت الكثيرين خصوصاً أنها أتت فى أعقاب ثورة 25 يناير التى عزلت مبارك المتهم الحصرى بإثارة النعرات الطائفية ونشر الجهل التطرف متبعاً سنة أجداده الفراعنة ولم تجد السلطات حينها حلاً سوى الأستعانة بأحد شيوخ السلفية الذى أمر الجموع الغاضبة بالأنصراف فلبت الأمر فوراً فى سمع وطاعة ثم أمر نفس الشيخ بإعادة بناء الكنيسة مرة أخرى ولم تعترض نفس الجموع الغاضبة التى هدمتها من ساعات قليلة!

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>