بابا نويل بعد تمصير شخصيته
لا أحد فى القاهرة ينام ليلة الخميس مبكراً فاليوم التالى هو عطلة الدولة الإسبوعية الذى تزدحم فيه المساجد حيث موعد الصلاة المقدس عند معظم المصريين إلا أن ليلة الخميس الماضى كانت ليلة غير كل ليلة ، كانت ليلة رأس السنة حيث الزحام الشديد فى وسط القاهرة ومنطقة الزمالك حيث تقع الملاهى الليلية والبارات وحيث أيضاً فتاوى حرمة الأحتفال بهاذا اليوم وتهنئة المسيحين به وإلتقاط الصور بجانب أشجار الصنوبر ومنتحلى شخصية بابا نويل !
كانت ليلة الخميس الماضى ليلة سيئة لمن أضطر إلى العودة من عمله بطريق يمر من منطقة تنتشر فيها ملاهى أو بارات بسبب الزحام الشديد الذى تسبب فيه الإقبال على إرتياد هذه الأماكن الذى يصل إلى ذروته فى ليلة رأس السنة التى أتت هذا العام وسط إنتقادات الحكم الصادر على إسلام البحيرى بالسجن عام لإنتقاده بعض إئمة السلفيين الذين كان لفكرهم سبب فى ظهور داعش و جماعات جهادية أخرى أتخذت من فكرهم أساس للعنف ضد المسلمين قبل غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى .
إسلام البحيرى الذى قضى ليلة رأس السنة بسجن طرة حيث شددت قوات الشرطة تأمنيها له مع إقتراب 25 يناير القادم مثلما شددت من تأمينها لمناطق اللهو والمرح الغير برئ بمحيط الملاهى الليلية والبارات بمشاركة قوات من الجيش الذى قرر معاونة الشرطة فى مهمة تأمين المحتفلين برأس السنة سواء فى أماكن اللهو أو بالكنائس خوفاً من أن يعكر صفو الليلة الساخنة أحد المؤمنين بفكر الوهابيين الذى طالما أنتقده إسلام البحيرى المحكوم عليه بالسجن بتهمة الإساءة إليهم وللمفكرين الذين يقفون بالقرب من منطقتهم الرمادية على حد سواء .
القاهرة يوم الخميس الماضى كشفت النقاب عن جانب من وجهها المليئ بالمتناقضات الصارخة ، فهى تسمح باللهو والرقص والغناء وتحمى الراقصين والمحتفلين ولكنها تحمى فى الوقت نفسه قدسية تراث إبن تيمية ومحمد عبد الوهاب المحرم لكل هذه المظاهر بل و تسجن مفكر بدأت جرأته على إنتقادهم فى الوقت الذى كان قد وصل فيه أنصار هؤلاء الإئمة للحكم قبل أن يثور ضدهم الشعب الذى قضى ليلة الخميس محتفلاً برأس السنة الميلادية ثم ذهب باكراً للمساجد لأداء صلاة الجمعة !!
