الناس بتوع ربنا

لم يثور المصريين على المماليك الأغراب الذين تداولوا حكم البلاد فيما بينهم لسنوات طويلة لا لشئ إلا لأنهم مسلمين!

لم يثور المصريين على المماليك الأغراب الذين تداولوا حكم البلاد فيما بينهم لسنوات طويلة لا لشئ إلا لأنهم مسلمين!

تخبرنا النقوش التى صمدت آلاف السنين على جدران المعابد أن الشعب المصرى أهتم بالدين وآمن بالثواب والعقاب فى الحياة الآخرة، كما كان لكهنة المعابد دور فى تاريخ مصر حيث سعى الفراعنة لأرضائهم دائماً حتى تصبح طاعتهم واجب دينى قبل أن تكون واجب وطنى، ورغم تغير دين المصريين أكثر من مرة ظل لرجال الدين دورهم المؤثر فى توجيه الشعب والسيطرة عليه حتى أصبح لرجال الدين قدسية سماوية قاموا بخلقها لأنفسهم وقام مريديهم بالحفاظ عليها على مر السنين.

إلا أن المؤسسة المصرية المنوطة بأنتاج رجال دين ودعاة تعانى هى الأخرى من الفساد مثلما تعانى الكثير من المؤسسات المصرية، هذا الذى تم الكشف عنه مؤخراً بواسطة أحد مسئولى المعاهد الأزهرية حيث كشف عن حالات متكررة من الغش الجماعى على مدار سنوات ولكن لأن التعليم الأزهرى فى مصر لا يلقى الأهتمام الأعلامى الكافى فلم يتم تسليط الضوء على الموضوع مثلما تم تسليطه على تسريب أمتحان التربية الدينية فى الثانوية العامة!

ولأن رجال الدين فى مصر أصبحت لهم سلطة شعبية لا تقل قوة أحياناً عن سلطة رجال الأمن والقضاء، قام أحد الآباء بأدعاء أن أبنه تلميذ أحد المعاهد الأزهرية فى الريف قد فاز فى مسابقة عالمية لتحفيظ القرآن بماليزيا ليتم أستقبال الطفل المعجزة أستقبال شعبى فى قريته التى تقدر (الناس بتوع ربنا) مثلها مثل كل قرية فى مصر، وأنهالت على الطفل وعائلته المباركة العطايا كنوع من التجارة مع السماء من أجل الحصول على مكان أفضل فيها بعد عمر طويل قبل أن يكتشف المودع أن أمواله ذهبت سدى لأن الطفل ليس بمعجزة وعلى المتضرر أستعواض ربنا.

ورغم أن أنبياء الله ورسله كانوا يكسبون عيش يومهم من أعمال دنيوية بحتة مثل رعى الأغنام مثلاً أو التجارة بسلع عينية وليست روحية من وحى السماء، إلا أن الدين أصبح يستخدم لكسب رضاء المحيطين وحبهم عن طريق إطلاعهم على علاقة الفرد بربه ويا حبذا لو كان من بين المحيطين مدير فى العمل متدين يقدس هو الآخر (الناس بتوع ربنا) الذين قام البعض منهم منذ أسابيع مضت بمظاهرة يطالبون فيها بزيادة المخصصات التى تدفعها الدولة لهم نظير العظة الأسبوعية التى يلقونها من أجل الله بينما هم يريدون أجرها من حكوماته!

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>