جريمة شغف

كانت ثورة 1919 بداية لخروج المرأة من وراء النقاب الذى أنتشر مؤخراً!

أنتظرت زوجها حتى يدخل فى صلاته ويسجد حتى تجهز عليه بالساطور فاصلة رأسه عن جسده بنفس الطريقة التى أعتاد زوجها الجزار أن يفعلها يومياً ولم تكتف بهاذا بل أنها قامت بكل هدوء بتقطيع الضحية إلى أجزاء صغيرة لإدخالها إلى أكياس بلاستيكية سوداء تمهيداً للتخلص من كامل جثة الرجل الذى كانت نهايته بنفس الطريقة التى كان يتكسب بها لقمة عيشه، ولأنه لا توجد جريمة كاملة سقطت الزوجة فى خطأ ما أدى إلى كشف الجريمة التى أعترفت بها وبكل فخر مبررة فعلتها برغبة الأنتقام من زوجها الذى قرر أن يتزوج من أخرى فقررت أن ترسله إلى السماء قبل أن يذهب إلى عروسه الجديدة!

الجريمة التى شغلت الرأى العام فى الثمانينات حولت المرأة القاتلة إلى أيقونة المقاومة التى رفعت معنويات الزوجات البائسات، وتحول الكيس الأسود إلى شبح ينغص حياة رافعى شعار إمرأة واحدة لا تكفى، كما أن عدداً لا بأس به من النكات تم تأليفها مثل ضرورة وضع مرآة كبيرة أمام كل رجل يصلى وإعداد زنانة فى كل منزل لحبس الزوجة فيها قبل ميعاد النوم!

وبعد مرور عشر سنوات تقريباً على هذه الجريمة التى حققت الصحف القومية مبيعات ضخمة بفضل مسلسلها المثير، لم يغلق باب الجدل الذى فتحته فى هذا الشأن وقد أستغله البعض فأرسلت إحدى القارئات إلى جريدتها مستشيرة فى حق حبيبها منحها لقب الزوجة الثانية منتظرة من المحرر رأى يريح ضميرها الذى يبدو أنه أحتاج إلى حبوب المحرر المهدئة حيث لمّحت القارئة فى رسالتها للحق الشرعى فى تعدد الزوجات ولكن كان رد المحرر رافضاً منح ضميرها المخدر الشرعى المطلوب مستشهداً بالشرع أيضاً، غير أن جريدة أخرى تلقت رسالة أحدى الزوجات تشكو زوجها الذى تزوج بأخرى فى السر واصفة الأمر بالخيانة سائلة ما الخطة المناسبة للأنتقام من الزوج، مما دعى المحرر إلى نهرها قائلاً لا تصفى الأمر الشرعى بالخيانة ناصحاً إياها بإعداد خطة حتى تستعيد الزوج!

الفارق الزمنى بين حادثة القتل وبين المحرر الذى رفض للقارئة أن تكون الزوجة الثانية عشر سنوات بينما المحرر الذى رفض وصف فعل الزوج بالزواج السرى من أخرى بالخيانة كان منذ أيام قليلة مما يعطى مؤشر إلى ما تذهب إليه أمورنا!

 

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>