سلع رديئة

أشتكى بعض أهالى ضحايا الطائرة المنكوبة من تتبع الأعلام لحسابات ذويهم الشخصية وخلق قصص صحفية عنهم

أشتكى بعض أهالى ضحايا الطائرة المنكوبة من تتبع الأعلام لحسابات ذويهم الشخصية على الفيسبوك وخلق قصص صحفية غير حقيقية عنهم

مثل كل يوم أنتظر أن يوقظه المنبه مبكراً ليبدأ من جديد رحلته اليومية التى ليس فيها جديد ولكن المنبه كان قد أصابته السكتة وتوقف عن الدوران مع الزمان الذى لا ينتظر أحد ليلحق به، ولم يغضب لعطب المنبه الجديد فلقد أشتراه بثمن زهيد من أحد المتاجر المتخصصة فى بيع السلع الرديئة قصيرة العمر ولكنه غضب لأنه أستيقظ متأخراً عن المعتاد على خبر محزن يبدأ به يومه الجديد وغضب أكثر لدوران الزمان وعدم أعتبار السائرون فى دائرته من درسه القريب.

أستيقظ على خبر أختفاء طائرة عن شاشات المراقبة وتابع على الفضائيات ومواقع التواصل دعوات أهالى ركابها أن تظهر الطائرة الغائبة ثانية وشعر بلحظات أحتراقهم كلما مر الوقت وتضاءل الأمل إلى أن أختفى هو الآخر مع الطائرة التى عثر على حطامها ولم يُعثر على ركابها الذين أصبحوا مادة صحفية مطلوبة فى سوق الأخبار رغم خرجوهم من دائرة الزمان التى يلهث داخلها الكثير من كثرة الدوران دون توقف لحظة للتفكير وألتقاط الأنفاس.

حاصره تجار سوق السياسة يبيعون له بضاعتهم الغائبة التى أنتظروها طويلاً ينعون ويلعنون بعد أن قدموا عرض أفضل من قبل ورغم هذا فشلت صفقتهم، بينما ينادى البعض على أستحياء أحذر من الشراء فالسلعة المباعة هنا لا ترد ولا تستبدل، ورغم أن بضاعتهم فاسدة ورديئة بحكم التجربة إلا أن لها زبائن كثيرون يشترونها بأغلى ثمن وهو دم وأرواح أناس قد يكونوا مروا يوماً ما من جوارهم ولم لا يشترى طالما أن الآخرين هم من يدفعون الثمن!

ولأن الزمان لا يتوقف عن الدوران فلقد هدأت الأحاديث عن الطائرة وأنشغل المجتمع بحوادث جديدة رياضية وفنية فى أنتظار جرس آخر ينبهه إلى الغفلة التى يعيشها، وصديقنا صاحب المنبه المعطوب لم يشترى آخر جديد بثمن زهيد فلقد تعلم أن لكل شئ ثمين ثمن غالى ولن ينتظر أن يرحل بضع عشرات آخرين حتى يفيق من سباته ثانية فهاذا ثمن كبير جداً ولا يقوى على تقديمه مجاناً للآخرين، لذا فقد قرر مقاطعة عالم السوق الذى لا يقدر الأحياء ويبيع ويشترى الأموات!

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>