سليمان باشا

تم تغيير أسم ميدان سليمان باشا إلى ميدان طلعت حرب فى أعقاب ثورة يوليو وتم أيضاً إزالة تمثال مؤسس الجيش المصرى فى العصر الحديث

تم تغيير أسم ميدان سليمان باشا إلى ميدان طلعت حرب فى أعقاب ثورة يوليو وتم أيضاً نقل تمثاله إلى المتحف الحربى

مر بجوار تمثال طلعت حرب الرجل الرأسمالى الوطنى الذى أطلقوا أسمه على الميدان والشارع فى أحدى موجات معاداة كل ما يرمز إلى ما هو أجنبى، هناك محل حلوانى سويسرى لا يزال يحمل أسمه وبالجانب الآخر متجر أحد اليهود الذى أتهمه المجتمع بالخيانة فرحل وهناك ألتقى بها صدفة فى نفس الشارع الذى يحمل قصة مجتمع كان يرحب بالغرباء يوماً ما وأصبح يتربص اليوم حتى بأبنائه!

وقف أمامها يفكر مثلها تماماً فى لحظة صمت غابت فيها أصوات المارة والسيارات عن أذنيه تماماً حتى قطع صوتها السكون فى توكيد أنها هى ليرد بنفس الحفاوة ولمعة العين أنه أيضاً هو الذى أنقطعت أخباره بفعل فاعل، ولكنه نسى الفعل والفاعل بفعل سكرة لذة الصدفة الأقوى من الخمر المعتق بعدد السنوات التى مرت على آخر لقاء ليفيق فجأة على تعجبها من كل الخطوط التى ظهرت ما بين حاجبيه وبأنتباهه إلى الطفل الممسك بيدها.

نظرت إليه مبتسمة قائلة: أنه أبنى فى أول زيارة له ولى لمصر بعد أن أصر أهلى على تهجيرى لأمريكا حتى لا أتزوج رجل على غير دينى، قال لها يبدو أن تقطيبة جبينى التى أنعقدت غاضبة منذ سنوات عندما مررت من هنا مطالباً بعودة أسم الميدان الأصلى وعودة أهل المكان المهجرين هم الآخرين لن تنفك عقدتها قريباً!

قالت بأستياء: سليمان باشا الفرنساوى الذى تزوج مصرية وبنى جيشاً يحمى لها وطنها رحل عن وطننا منذ سنوات طويلة ولن تعيده أبداً حشود مشاعرك الرومانسية التى تجيش فى صدرك لأنها أضعف من أن تطرد جيوش الكراهية التى أحتلت ميدانه وشارعه وغيرت حتى أسمه، رد عليها بأبتسامة ولكنك عدتى وفى يدك هذا الغريب الذى أنضم إلينا فى هذا الشارع وهذا الميدان!

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>