مصطفى أمين و ثورة يناير

مصطفى أمين صحفى ليبرالى تربى فى بيت جده الزعيم سعد باشا زغلول و صاحب مدرسة صحفية مميزة

مصطفى أمين صحفى ليبرالى تربى فى بيت جده الزعيم سعد باشا زغلول و صاحب مدرسة صحفية مميزة

الحرية حق للجميع مثل الهواء الذى نتنفسه ، لا لون له و لا رائحة و لكن عند تلوثه يصبح له لون و رائحة كريهة ترضى من أنتجها و تضر من يتنفسه و هذا الذى حدث بعد ثورة يناير التى منحت حق الحرية لفصيل حريته لها لون أسود كلون راياتهم و رائحة تشبه رائحة عادم السيارات يقتل الآخرين ببطء و يلوث نسيم الحرية الذى هب علينا و رحل فى عجالة .

فالمجتمع المصرى يدافع عن الحق فى إرتداء الحجاب و حرية العبادة و التنقل بل و ممارسة الحياة السياسية و يستشهد بالمسلمين الذين وصلوا إلى المناصب الوزارية فى السويد و فرنسا بينما يمارس عكس هذا كله فى مصر مع الأقليات الدينية بل و أحياناً ينكر على الآخرين كل حق ، فمثلاً الصينى الذى يعيش فى مصر لا يوجد مكان يلبى فيه حاجاته الروحية رغم أنه يبتكر طرقاً جديدة لمساعدة المسلمين فى العبادة مثل سجادة الصلاة المزودة ببوصلة تحدد مكان القبلة و السبحة الألكترونية فى حين أن الإمارات التى لم يصلها فصل الربيع العربى قررت بناء معبد هندوسى فى خطوة تم أنتقادها فى مصر التى لا ينص دستورها أصلاً على بناء أى دور عبادة غير خاص بالديانات الثلاث !

العجيب أن الكثير من أصحاب نظرية المؤامرة على الإسلام فى مصر يعيشون فى الغرب ينعمون بالحريات و يهاجمون المطالبين بنشر القيم الليبرالية فى مصر بمعاداة الدين و السعى إلى نشر ثقافة الأنحلال فى المجتمع رغم أن المجتمع الأروبى يكافح التمييز بكافة صوره بما فيها التمييز ضد المسلمين من اليمين المتطرف إلا أن مهاجمة اليمين المتطرف فى مصر يعتبر عداء للدين و يعرض صاحبه للملاحقة القضائية و السجن .

الأمر تخطى حرية العبادة إلى حرية الأحتفال بمناسبات أخرى أقترحها الصحفى مصطفى أمين كعيد الحب و عيد الأم ، فمنذ الغزو الوهابى الفكرى بدأت موجات الهجوم على الأحتفال بأى مناسبة غير العيدين ، فعيد الحب بدعة كما أن عيد الأم ما هو إلا فكرة من صاحب عامود فكرة أستقاها من الغرب الذى يحتفى بالأمهات لأنتشار الزنا هناك فأطفال الغرب لا يعرفون آبائهم !

و رغم هذا يحتفل المصريين بعيد الحب مرتين رغم أن العالم كله يحتقل بالعيد الحرام مرة واحدة ، أحدهما كانت بالأمس الرابع من نوفمبر كما أقترح مصطفى أمين و الأخرى ستكون فى فبراير ليشاركوا عشاق العالم فى الإحتفاء بالقديس فالنتين ، كما أحتفل آخرين الأسبوع الماضى بالهالويين فكل مواطن له الحرية فى الأحتفال بالعيد الذى يروق له و ستحتفل الأمهات فى مارس القادم بعيدهن و ستصبح هدايا أبنائهن حلال حلال حلال .

عموماً المصرى الأصيل القادم من أعماق الحارة المصرية هو الذى وضع أول قانون لحرية العبادة و التعايش بين الجميع عندما قال مقولته الشهيرة :

” موسى نبى و عيسى نبى و محمد نبى و كل من له نبى يصلّى عليه ”

فالمصرى بطبعه عاشق للحرية و الحياة و يرحب بالغرباء و كما يرحب الآن بأصحاب الجلاليب القصيرة و اللحى الطويلة عليهم هم الآخرين التعايش مع الواقع المصرى كما تعايش كل من سبقوهم من الغرباء .

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>