قصة حب

عبد الناصر قبل أنتهاء فترة وفاقه مع الأخوان عام 1954

عبد الناصر قبل أنتهاء فترة وفاقه مع الأخوان عام 1954

من المؤكد أن أقوى قصص الحب التى تحدث عنها العالم كانت فى النور والعلن مهما كانت البيئة التى دارت بها أحداث هذه القصص سواء كانت فى البادية حيث تقاليد البدو الصحراوية الصارمة مثل قصص قيس وليلى وعنتر وعبلة أو كانت قصص فى مجتمعات أوربية متحفظة بعض الشئ مثل قصة حب الملك إدوارد الثامن والسيدة الأمريكية التى تنازل من أجلها عن عرشه قبل أن يفترقوا فى وقت لاحق .

إلا أن قصة الجيش والأخوان يقف عندها الباحثون عن الحقيقة كثيراً لأنها أبداً لم تكن فى العلن ولم ترى النور ، فتاريخياً من الثابت أن الجيش أعتمد على الأخوان فى تثبيت قدميه فى السلطة بعد يوليو 52 قبل أن يختلف الطرفان على نصيب كل منهم من العرش الخالى وتكرر السيناريو بشكل مختلف قليلاً بعد يناير 2011 حيث كان الأخوان هم الذين وصلوا إلى السلطة أعتماداً على الجيش الذى قذف بهم إلى خارج قصر الأتحادية عند أول فرصة حقيقية ، أما الآن و مع إقتراب ذكرى 25 يناير يحاول الأخوان كتابة فصل جديد للقصة القديمة من خلال شبكة رصد التى تبرق بأخبار عن محاكمات لظباط متآمرين على السلطة ومن خلال تصريحات للقيادى الأخوانى يوسف ندا الذى صرّح بتلقيه رسائل سرية من ظباط بالجيش و المخابرات يعلنون فيها معارضتهم للحكم الفاشى !!

وسواء كانت أنباء شبكة رصد صحيحة أم كاذبة ورسائل يوسف ندا حقيقية أم زائفة إلا أنها رسالة منهم بأن يد الأخوان ممدودة للتعاون من أجل تغيير الوضع الراهن الذى يعانى فيه الأخوان حالة من الضعف والتناحر الداخلى الذى بدأ منذ سنوات وظهر غباره الآن واضحاً من خلال النقاش عن كيفية التحرك فى ذكرى الثورة القادمة ، هل سيكون الحراك مسلحاً أم سيكون عصياناً مدنياً ؟

من سوء حظ الأخوان فى الداخل هو خسارتهم لجزء كبير من مكاسبهم الخارجية التى كانوا قد حصلوا عليها بعد سنوات طويلة من الكفاح سواء فى الغرب مثل بريطانيا التى بدأت تنظر إليهم بعين الشك لعلاقة بعض أفراد التنظيم بالدواعش أو فى الشرق مثل تركيا التى بدأت فى التقارب مع النظام السعودى الذى يحتاج إلى الجيش المصرى بجانبه مع تعاظم توتر موقفه مع النظام الإيرانى ، و قد ظهر جلياً قوة الدعم السعودى لمصر فى تعهد الأولى بتوفير الأحتياجات المصرية من الطاقة فى حين رفعت السلطات من أسعار النفط داخل المملكة نفسها !

ومع أن ليس كل قصص الحب تكون بين رجل وإمرأة فعلى محبى الجماعة والمتعاطفين معها عدم الأخذ بنصيحة الراحل نزار قبانى والتضحية بأنفسهم فى سبيلها إعمالاً لقوله ” قد مات يا ولدى شهيداً من مات فداءً للمحبوب ” فالمحبوب هنا وهى الجماعة تحب آخرين وأرجعوا للتاريخ من أجل أن يوثق قصة حب الجماعة ويسلط عليها الضوء كما سلطها على قصص أبو الفوارس عنترة مع حبيبته عبلة .

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>