قصة صف

رغم أن دور رجال الدين فى ثورة 1919 كان بارزاً إلا أنهم لم يكن لهم دور فى الحكم بعدها

رغم أن دور رجال الدين فى ثورة 1919 كان بارزاً إلا أنه لم يكن لهم دور فى الحكم بعدها

وقف الجميع صفاً واحداً داخل المسجد الذى يحرص الجميع على نظافته والحفاظ على النظام والهدوء داخله، وقف الجميع رغم أنهم كانوا لتوهم جزء من العشوائية والتخبط الذى يعيب الشارع خارج أسوار هذا المسجد العتيق الذى يعتبر شاهداً على العصر الذى كانت فيه القاهرة مثال للنظام والجمال، وقفوا جميعاً خلف إمام واحد يدعو دعاء واحد مرددين ورائه فى نفس واحد آمين.

كان هذا هو المشهد فى المسجد الذى أمتلئ فى رمضان مثله مثل صناديق زكاته وتبرعاته التى أمتلئت عن آخرها هى الأخرى إلى أن أنتهى الشهر الكريم فى كل شئ ليدب الخلاف بين جماعتين فى المسجد عن كيفية إنفاق الأموال التى أودعها رواد المسجد من أجل الله حيث أدعت كل جماعة أنها صاحبة الرأى الصائب الذى يرضى السماء وأن كل رأى يعارض رأيهم باطل ومرتطم بأبواب السماء التى ستغلق حتماً فى وجهه!

فشلت كل مساعى الصلح بين الطرفين وأنقسمت الجماعة إلى أثنين داخل المسجد الواحد وأختارت كل جماعة إمام لها وأصبحت الصلاة الواحدة تقام مرتين ولأن زعيم إحدى الجماعتين على صلة بأحد الأجهزة الأمنية فلقد نجح فى توحيد الجماعة مرة أخرى بالقوة ونجح فى توحيد الصف كما كان قبل الخلاف ورغم أنهيار القبضة الأمنية مع ثورة يناير إلا أن الخلاف لم يتكرر فلقد أرتفع سقف طموح المتخاصمين إلى السيطرة إلى ما هو أكبر من إيراد بعض الصناديق.

تذكرت كل هذه الأحداث وأنا أمر بأماكن مررت بها فى القاهرة قبل وما بين ثورتين أرادت كلتاهما أن تنهى كل الصراع الذى أعلاه ولكن هيهات فالشعب الذى أستوطن هذه الأرض منذ سبع آلاف عام أعتاد على أن يبارك عامرى المعابد ومسؤليها خطوات حكامه حتى قبل أن ينادى أخناتون بالوحدانية وقبل أن يهبط المسيح وأمه أرض مصر وقبل حتى أن يحكمهم عمرو بن العاص الذى أنشأ أول مسجد لتنتشر بعد ذلك المساجد وتتعدد الصفوف وأئمتها.

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>