من فيلم خلى بالك من زوزو
قبل أيام قليلة وجهت قناة العربية شبه الرسمية السعودية نيرانها الأعلامية تجاه الأنتخابات النيابية عبر مذيعة شامية الملامح حسناء لا يعبر شكلها أو ملابسها عن وضع المرأة السعودية بأى حال من الأحوال ، و بغض النظر عن النقد فإن أسلوب النقد كان هو المهم ، فلقد كانت المذيعة الحسناء تهين الراقصات المصريات !
الراقصات الشرقيات فى مصر لهن تاريخ يكاد يكون عمره أكبر من عمر المملكة السعودية نفسها بل أن بعض الراقصات لهن تاريخ نضالى لا تملك المرأة السعودية مثله و قد لا أكون مبالغاً إذا قلت و لا حتى الرجال .
تحية كاريوكا على سبيل المثال لها تاريخ فنى كبير بدأ فى العقد الرابع من القرن الماضى إلا أن تاريخها الوطنى هو الأقل شهرة فالبعض يعرف أنها كانت تساند الفدائيين فى منطقة السويس مسقط رأسها فى غاراتهم على معسكرات الجيش الأنجليزى قبل جلائهم التام عن مصر فى 1956 ، و كانت توفر لهم الملاذ الآمن لعقد الأجتماعات و الهروب من ملاحقة الأنجليز آنذاك .
إلا و أن الحديث عن الوطنية قد لا يكون ذا قيمة مع معتنقى الوهابية التى لا تقدس الوطن و تعتبر الدين هو الشىء المقدس الوحيد فى حياة الفرد ، فالراقصة تحية لها إنجازات دينية أيضاً فلقد أسلم على يديها أحد الأمريكان اليهود قبل أن يتزوج بها فى عصر لم تكن تعرف فيه الفضائيات الدينية السعودية بعد الذى أدى دورها بالنهاية إلى نفور العالم من الإسلام و المسلمين .
إلا أن الأمر لم يتوقف عند حد إسلام بعض الرجال الذى قد يعتبره البعص أنه كان وسيلة من أشخاص ضعيفى العقيدة من أجل الوصول للمرأة التى وقع فى غرامها ، فلقد تركت إحداهن أبنتها الرضيعة على باب الراقصة تحية كاريوكا و هربت تاركة الأمر للراقصة التى ردته إلى الشيخ الشعرواى فنصحها بتربية الرضيعة حتى تكون شفيعة لها فى الآخرة و لم يقل لها أنت إنسانة فاسدة و يأخذ الطفلة منها لتتربى فى بيته بدلاً من أن تتربى فى بيت راقصة !
فى أحد مشاهد ختام فيلم ” خلى بالك من زوزو ” وجه المبدع حسن الإمام نيرانه للمجتمع المصرى على لسان بطلته سعاد حسنى التى أضطهدها المجتمع لأن أمها فى الفيلم تحية كاريوكا كانت راقصة تحى الأفراح الشعبية قائلة لزملاء الجامعة ” كلنا أبناء نعيمة ألماظية ” و لكن البعض يكابر و يدعى الشرف متهماً غيره بالإنحلال ، و لكن يبدو أن نيران حسن الإمام كانت برداً و سلاماً على المجتمع المصرى الذى قد يكون الآن على إتفاق مع الأخت نيكول حسناء قناة العربية فى رأيها بشأن الراقصات المصريات !
