للصبر حدود

مسودة قصيدة الأطلال بخط الشاعر إبراهيم ناجى و هي القصيدة التي أنشدت أم كلثوم بعض أبياتها مضافا إليها أبيات اختارتها من قصيدة "الوداع" لنفس الشاعر في الأغنية الشهيرة التي حملت اسم "الأطلال"

مسودة قصيدة الأطلال بخط الشاعر إبراهيم ناجى و هي القصيدة التي أنشدت أم كلثوم بعض أبياتها مضافا إليها أبيات أختارتها من قصيدة “الوداع” لنفس الشاعر في الأغنية الشهيرة التي حملت أسم “الأطلال”

الست أم كلثوم عاد صوتها يظهر فى الليالى المصرية مرة أخرى بعد أن تم تدشين إذاعة تبث الأغانى القديمة على موجات الأف أم و بدأ السميعة يستعيدون تذكر كلمات أغانيها و تذكر جمل شكلت جزء من حديث المصريين اليومى مثل ” لو عاوزنا نرجع زى زمان و إنما للصبر حدود و أعطنى حريتى أطلق يدي ” إلى آخر هذه الجمل التى يدعم بها المتحدث كلامه حتى يوصل رسالته واضحة للآخرين .

و فى الأيام الأخيرة بدأت كل الأطراف تصرخ أن للصبر حدود مع تسارع الأحداث الساخنة التى كان أبطالها أطراف مختلفة من الداخل و الخارج ، فبدء من الأمطار التى ضربت الأسكندرية و أغرقتها فى مياه الصرف الصحى إلى حادث إسقاط الطائرة الروسية إلى الأمطار التى عادت من جديد لتضرب الأسكندرية من جديد و تغرق قرى كاملة بالدلتا ، نهاية بحديث الرئيس عن بعض الإعلاميين الذين تجاوزوا حدود صبره و حدودهم فى أنتقاد سياساته الداخلية !

فالحرية المصرية لها حدود يجب الإلتزام بها و إلا تعرضت لهجوم المؤيدين و المريدين و قد تتعرض لاحقاً إلى الملاحقة القضائية إذا كان خطابك موجه لنقد أحد مقدسات المجتمع التى لا يجوز الأقتراب منها حتى لا تقع فى المحظور مثل الأزهر و دوره فى تفريخ أجيال تدرس فقه الدواعش و تورثه من جيل إلى جيل و مثل الحديث عن فساد بعض رجال الشرطة و مثل الحديث عن الأمتيازات التى يحصل القضاة و الظباط عليها و أسلوب حياتهم الذى يحلم بحده الأدنى حملة شهادات الدراسات العليا الذين حرقوا شهادتهم منذ أسابيع بميدان التحرير ، الأمثلة عن المحظورات و الحدود كثيرة حتى أن أحد تفسيرات أهتمام الشعب المصرى الزائد بكرة القدم هو أنه ينتقد مسئولى الأندية و المديرين الفنيين بحرية لا حدود و لا محظورات فيها مثل باقى مناحى أهتماماته .

بالنهاية نتذكر جملة من آخر جمل مرسى الذى وقف صارخاً فى آخر خطاب له  أن لصبره حدود و أن سنة واحدة من الحرية لمعارضيه تكفى إلا أن صبر الشعب هو الذى كان قد نفذ عليه بعد سنة واحدة من حكم المرشد ، عاش فيها المصريين حياة العصور الوسطى بدون كهرباء و لا وقود و بمشاهد قتل و سحل علنى للمعارضين و لأقليات دينية ، ليملأ الشعب بعدها بأيام الشوارع و الميادين معلناً تمرده على وصاية عصابة المرشد الدينية و الدنيوية فى مشهد لم تستوعبه عقول الكثيرين حتى الآن من معارضى الإخوان أنفسهم الذين يظنون أنه فى إمكانهم السيطرة على شعب قوامه 100 مليون ثلثه من الشباب الذى إن أغلقت عليه باب فتح لنفسه مائة شباك يشاهد بها سموات العالم المفتوحة !

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>