ضيوف سيدنا الحسين

مقهى الفيشاوى حيث كان نجيب محفوظ يجلس لكتابة رواياته

مقهى الفيشاوى بالحسين حيث كان نجيب محفوظ يجلس لكتابة رواياته

مقام سيدنا الحسين لا يخلى دائماً من الزوار و المريدين على مدار اليوم ، فأشهر من زار المقام هى الست أمينة زوجة سى السيد التى قررت الخروج عن طوع زوجها الغائب حباً لسيدنا الحسين الذى شكى إليه أبنها كمال حرمانه من أمه و قسوة قلب أبيه العربيد الذى تصادف أن يكون بنفس المكان فقرر أن يصفح عن الست أم كمال تقديراً منه لصاحب المقام لينجح سيدنا الحسين بطل الحدث أن يجمع الفرقاء لتعود أمينة إلى بيتها و يصلح الحال بين كمال و أبيه ، و رغم أن حى الحسين و مقامه أحتل مساحة من أدب نجيب محفوظ السحرى إلا أن الواقع أيضاً دفع بالمقام و زواره إلى سطح الأحداث منذ سنوات قليلة .

ففى السنوات الأخيرة لحكم مبارك قررت حكومته منع إقامة العديد من الموالد الشعبية بحجة تفشى داء أنفلونزا الخنازير و لكن السبب الحقيقى كان هو تفشى داء الوهابية و تكوينها لوبى ضغط على الحكومة لألغاء الموالد ، لأنهم يعتبرون الموالد بدعة و أن الصوفيين ما هم إلا خُدام للشيعة ، و رحل مبارك و أرتخت يد الحكومة تماماً بعد ثورة يناير 2011 ليظهر فريق من المتشددين هدد بهدم مقام سيدنا الحسين على غرار هدم الدواعش فيما بعد لمقامات الأولياء و الصحابة فى الشام .

و بعد شد و جذب بين السلفيين و الصوفيين و مريدين المقام فى القنوات الإعلامية قام أردوغان رئيس وزراء تركيا وقتها بزيارة مصر الذى ذهب الأخوان إلى مطار القاهرة لأستقباله و الأحتفاء به ليقوم الخليفة المودرن بزيارة مقام سيدنا الحسين و لأن الأخوان لا يعرفون إلا السمع و الطاعة فما أستطاعوا لا هم و لا ذيولهم من السلفيين إلا الصمت و عدم التعليق على زيارة خليفتهم ، على جانب آخر قام أحمدى نجاد رئيس إيران وقتها بزيارة مصر بعد تولى الرئيس الإسلامى السنى مرسى مقاليد الحكم فى مصر ليتوجه نجاد هو الآخر إلى ضريح سيدنا الحسين و لأنه ضيف الأخوان فكان الصمت التام من ذيول الأخوان رغم أنه هو نفسه شيعى و ليس ذيل للشيعى كالصوفيين !

نجح سيدنا الحسين فى الجمع بين الفرقاء السنة و الشيعة بالقاهرة و لكن النعرة الطائفية فرقتهم و أصبح أسم الحسين يطلق لاحقاً على الحملات العسكرية ما بين السنة و الشيعة فى سوريا و العراق بمباركة تركية و إيرانية بعد أن كانوا هم الأثنين ضيوف على الحسين بالقاهرة ، و ظهر من أرادوا هدم الضريح سابقاً بمظهر حماة الدين و أشد الغيورين على رسوله فقرروا حرق كل من يقف أمام حبهم المدمر !

عند دخولك من باب المسجد الرئيسى ستجد بعض من فى المسجد يقبلون باب من الخشب المزخرف المطعم بقطع من النحاس يقع فى جانب المسجد الأيمن ، فهذا الباب هو باب الغرفة التى تحتوى على مقتنيات لجد الحسين ص من سيف و قميص و مكحلة ، بعد الباب بخطوات قليلة يقع الضريح حيث يلتف حوله مصريين و عرب و سودانيين أصحاب صوت عذب جميل يرددون أبتهالات تمدح فى آل البيت و تثنى عليهم ، عند خروجك من الضريح إلى صحن المسجد تجد حلقات ذكر و دروس علم و مصليين و عابرى سبيل لجأوا إلى المسجد الذى لا يسأل فيه أحد الآخر من أين أتى و إلى أين سيذهب فى أرض الله الواسعة .

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>