ملك يثرب

بعد سيطرة التيار المتشدد على الحكم فى الجزيرة العربية أصبح غير متاح زيارة مسجد بنى سابقاً فى عهد هارون الرشيد

بعد سيطرة التيار المتشدد على الحكم فى الجزيرة العربية أصبح من غير المتاح زيارة مسجد بنى سابقاً فى عهد هارون الرشيد

قبل 1437 عام قمرى هاجر المسلمون من مكة إلى يثرب هرباً من بطش أهل مكة الذي يبدو أنهم كانوا لا يرحبون بالتعددية و الأختلاف فقاموا بمعاداة كل من خالف ثوابتهم الدينية المتوارثة من أجداد الأجداد حتى و لو كانوا من ذوى القربى ، ليتوجه المسلمون إلى يثرب التى كانت تتميز بالتعددية فكان يعيش بها اليهود و الوثنين و أصحاب الدين الجديد جنباً إلى جنب مع اللاجئين المكيين الهاربين من بطش أبو جهل و مجتمعه الفاشى الذى لا يعرف الأختلاف .

اليوم يهاجر المسلمون أيضاً و لكن ليس إلى يثرب بل إلى أروبا و رغم أن الطريق إلى يثرب أكثر أماناً لكنهم قرروا ركوب البحر الغدار الذى قد يثور على راكبيه و يفترسهم فى لحظة جنون ملقياً ببقاياهم على الشاطئ فريسة لعدسات غربان الميديا تنهش فى بقاياهم .

ماذا حدث لأهل يثرب ؟! لماذا لا يرحبون بالغرباء و يمنحوهم الأمان كما فعلوا قبل أربعة عشر قرناً من الزمان ؟ لماذا لا تخرج دعوة من أهل يثرب تذكر أن المسلم أخ المسلم و أن المآخاة بين المهاجرين و الأنصار باقية و تتمدد عبر الزمان مثل الدولة الإسلامية الباقية و المتمددة رغم أنف الغارات الجوية متعددة الجنسيات ؟

لماذا لا يرسل ملك يثرب و خادم حرمها قواته إلى الهاربين من جحيم الدواعش ليوفر لهم ممر آمن إلى مملكته بدلاً من إرسال قواته إلى اليمن لتدك تراث العرب الحضارى فى عدن و مأرب و صنعاء ؟

إجابات كل الأسئلة السابقة معروفة لكل صاحب عقل و ضمير و لكن هل يدرك كل مُنكر لحقيقة الوضع المُزرى الحالى أن الهجرة الأولى كانت للحبشة بعد أن ضاق المسلمين من ظلم قادة قريش فلم يجد المسلمين ملجأً إلا عند النجاشى ملك الحبشة ؟! اليوم يضيق المسلمين أيضاً بكل القادة المسلمين و لم يجدوا ملجأ إلا عند ميركل المرأة التى لا تغطى عوراتها أمام عوراتنا المكشوفة !

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>