نحنُ لا نحرق القش

الفلاح المصرى قديماً قبل أن يصبح متهماً بحرق قش الأرز

الفلاح المصرى قديماً قبل أن يصبح متهماً بحرق قش الأرز

قش الأرز أحد مخرجات العملية الزراعية التى كانت يوماً ما ذات قيمة قبل أن يصبح ضيفاً غير مرغوب فيه بعد أن أصبحت تكلفة جمعه و تخزينه تفوق تكلفة بيعه فقرر الفلاح حينها حرقه للتخلص منه و لظنه أن الحرق يزيد من خصوبة الأرض .

الأرز محصول رئيسى فى دلتا مصر بالذات حيث تتوفر الظروف الملائمة لزراعته لأنه يباع بسعر مرتفع نسبياً و يستخدمه الفلاح كمصدر للنقد و الطعام فى آن واحد فأن لم يجد لمحصول الأرز مشترى فهو مصدر غذائه الأساسى ، و لكن مخلفات القش ليس لها عائد نقدى و لا فائدة إن لم يكن له ماشية فيضطر حينها إلى حرقه مما يتسبب فى ما يسمى بالسحابة السوداء التى يعيش فيها أهالى الدلتا و سكان القاهرة فى مطلع شهر أكتوبر من كل عام ، و أصبح المزارع هو المتهم الرئيسى فى التلوث و فى رائحة الحريق و كأن كل أهل مصر يحافظون على البيئة و الفلاح هو الشيطان الذى أشعل النار فى جنتهم .

أحد مسئولى الأرصاد الجوية صرح فى سنة من السنوات أن أسباب تلوث الهواء كثيرة و أن سبب الشعور بالسحابة السوداء فى أوائل أكتوبر هو سرعة الرياح البطيئة فى هذا الوقت من العام و لكن تصريحه تطاير وسط عاصفة هجوم الإعلام على مزارعين الأرز .

و رغم ظهور أبحاث و مبادرات مقدمة إلى الحكومة إلا أنها كلها إنتهت بالفشل بسبب بيروقراطية و ترهل الجهاز الحكومى ، إلا أن هذا العام أعلنت وزارة البيئة عن غرامة قدرها 5000 جنيه عن كل فدان محترق دون أن تقدم بديل للإستفادة من القش إقتصادياً مما أدى إلى أمتناع معظم المزارعين فعلاً عن حرق القش و قال أحد بسطاء المزارعين بالنص ” إحنا فى حكم عسكرى و مفيش هزار لازم ننفذ القرار و إلا حنندم كلنا ” !

الآن كلنا فى إنتظار التحقق من الأشخاص الذين وقعت عليهم الغرامة و هل فعلاً سيدفعونها فى ظل الحكم العسكرى و سيندمون على فعلتهم أم أن القرار كان هزار !

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>