وعلى الأرض السلام

img_20141205_124211-1

أقترب أكثر من الجدار متحسساً بيده مواضع مرت عليها أيادى من مروا قبله ملتمسين طريقهم إلى بضع نقاط من ضوء ينير ظلام دنياهم، شم رائحتهم مختلطة برائحة ألف عام من الزمان أو يزيد وتهادت إلى أذنيه لهجات ولغات من ألسنة شتى تمر بجواره، تقترب أكثر كلما أقترب أكثر من الباب العالى المفتوح على مصراعيه للجميع إلا أن هذه الأصوات تعالت محذرة إياه من الدرج الصغير المفضى إلى مدخل الجامع الأزهر قبل أن تمتدت الأيادى تقبض على ذراعه بقوة عارضة عليه المساعدة ولكنه فتح عينيه فجأة ليفاجأ كل أهل الخير بقوله أنه يعلم طريقه إلى الداخل جيداً حتى ولو غاب النور عن الدنيا كلها وليس عنه فقط!

مرت بجواره سمراء مليحة بصبحة فتيان ليغض بصره سريعاً لائماً نفسه التى أعجبت بالوجه المبتسم الذى يتوج عود رفيع يهرول سريعاً برشاقة إلى مصلى السيدات وكأنها غزال فى البرية يهرب من مريدى السوء قد يكون هو أحدهم، مر إلى الساحة يلوم نفسه على عين تعشق الجمال وتخاف من النور الذى باغتها فجأة فى ساحة المسجد الواسعة ليغلقها ثانية فليس هناك حاجة لفتح العيون بالداخل بل كل الحاجة إلى عقول مفتوحة وآذان منصتة جيداً فى عصر من مر مفتوح العينين والأذنين يحفظ من تراث الأزمان الغابرة لينقله إلى بلاده مغبراً أيام المليحة حاجباً عنها الأنوار.

أختلطت الساحة الكبيرة بالجميع رجال ونساء وأطفال من كل مكان بأصقاع الأرض أختلفت الألسنة والألوان والملامح وأتحد الشعور بالسلام داخل الساحة ولكنهم جميعاً يحتذرون بالخارج والحذر يزداد أكثر كلما أبتعد الجامع أكثر، هل ستشعر المليحة بالسلام على أرضها كالأرض التى تجلس عليها الآن هل تجرؤ على السير مغمضة العين فى الوقت الذى لا تستطيع فيه أن تغمضها لتنام بسلام، هل يستطيع النور أن يجد طريقه إليها وهل تعلم أن من أفسد سلامها مر على نفس الأرض التى تفترشها بسلام؟!

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>