بطرس غالى الأب رئيس وزراء مصر والذى تم أغتياله بعد أتهامات بالخيانة، يذكر أن حكومته كانت تضم سعد زغلول!
رحلة بطرس غالى التى قاربت على قرن من الزمان إلا بضعة أعوام تستحق نظرة مختلفة تبتعد عن السياسية قليلاً وتنظر للأمواج التى كانت حول قارب حياة بطرس غالى وتبتعد عن صاحب القارب، مائة عام أبحر خلالها القارب وسط أمواج متضاربة أوصلت القارب لشاطئ يختلف كلياً عن المرسى الذى أبحر منه.
فى بداية رحلة بطرس غالى كانت مصر تعج بالمقيمين الأجانب، الذين كان لهم حرية التملك وأقامة الأنشطة التجارية جنباً إلى جنب مع حرية العبادة وأقامة دور العبادة الخاصة بهم، ورغم أن كنائسهم ومعابدهم باقية إلى الآن إلا أنها خاوية تماماً ليس لرجوع زوراها إلى بلادهم الأصلية مع تحسن أوضاعها ولكن لأن المجتمع أصبح فجأة لا يرحب بالغرباء مع أرتفاع موجة المد القومى فى منتصف القرن الماضى.
دخل بطرس غالى دوائر صنع القرار المصرى مع أنكسار موجة المد القومى العربى ودخول مصر مرحلة جديدة من موجات المد الدينى التى أمتطاها الرئيس السادات ليواجه بها موجات القومية والأشتراكية، ومع تنامى دور بطرس غالى فى رسم السياسة الخارجية لمصر فى أعقاب أتفاقية كامب ديفيد، تنامت فى المجتمع أيضاً النعرات الطائفية والتشدد الدينى.
بدأت رحلة بطرس غالى من أب قبطى كان رئيساً للوزراء وأم أرمينية ثم تزوج من يهودية أعتنقت الكاثولكية لاحقاً وأنتهت رحلته بجنازة عسكرية خرجت من جامع المشير!
