أهل الحب

لا شئ جديد هذا الصباح نفس الحيز الضيق من المضجع يغفو ويستقيظ عليه تاركاً باقى مضجعه لعل الأحلام التى تخاصمه تجد لها مساحة تشاركه بضع أجزاء من ليله الذى مر خالياً كالعادة من أى أحلام تاركة أياه إلى واقعه المر نهاراً رافضة أن تخفف عنه ليلاً.

ترك ورائه الأحلام التى تخاصمه فى حيزه الضيق ليلاً وخرج إلى الشارع الكبير يطالع فى وجوه المارة أخبار صباح يوم جديد حلم به يوماً أن يمر بسلام دون دم جديد يسال حباً فى الله أو حباً فى الوطن وربما حباً فى الأثنين معاً، ولكن أحلام اليقظة لا مكان لها فى وطن الأمر الواقع!

ترى كم شخص مر بجوارى قتل من أجل الحب ويتمنى أن يُقتل حباً وكيف أجتمع الحب والقتل معاً؟! هرب من أسئلته التى تلخص واقعه المر إلى أضرحة أحد الأولياء حيث يتحلق المحبين حول محبوبهم يتغنون بحبه متعلقيين بأطراف ضريحه وكأنهم يخافون أن يجرفهم تيار الواقع الوردى المختلط بالدم!

أفسح له محب ركن صغير بالقرب من الضريح لعله يستريح من الطريق، أرجع رأسه إلى الوراء قليلاً وغط فى نوم عميق رغم زحام المحبين لتأخذه أحلامه التى زارته فجأة إلى بيت قديم ذو درج عالى ينتهى بباب واحد فتحه له صاحب الضريح ليستيقظ فجأة فى نفس الحيز الضيق من مضجعه معانياً من آلام قدميه التى أرهقها الصعود!

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>