منذ عزل محمد مرسى عن الحكم فى أعقاب إحتجاجات 30 يونيو و نحن نعيش يومياً وسط فصيل من المجتمع يتمنى الخراب لمصر بعد أن كان شعاره نحمل الخير لمصر فى أعقاب ثورة يناير ، و لكن يبدو أن مصر التى كان يُحمل الخير لها منذ خمس سنوات تختلف عن مصر بعد يونيو رغم أن الشعب هو نفس الشعب و الجيش هو نفس الجيش و المكان هو نفس المكان و كل الذى تغير هو الزمان و الأشخاص الذين وصلوا بنا إلى هذا الوضع .
فى يناير 2011 نزل جانب كبير من الشعب إلى الشارع مطالباً بعزل الرئيس و أبنه قبل أن يورث الشعب الذى فاض به الكيل من أوضاعه الأقتصادية السيئة التى كانت لا تعبر عنها المؤشرات الدولية التى كانت تشير إلى أزدهار الأوضاع الأقتصادية و لكن كما قال أحد الخبراء أن الأرقام الإيجابية لا تأكل و لا تشرب ، و كل التغير الذى حدث حينها هو تغير الوجوه و أسلوب الخطاب ، فرجال نظام مبارك دخلوا السجن و خرج منه الأخوان ليحتلوا مكانهم و أسلوب الخطاب أستمر كما هو ولكن تم إضافة إليه بعض البهارات الدينية !
و بعد تحقيق الأخوان مكاسب متتالية توجوها بوصولهم للحكم على يد بديل خيرت الشاطر الذى أبعده المجلس العسكرى عن الصورة ليبقى له دوره كما كان دائماً فى الظل ، و بعد السيطرة التامة على اللجنة التأسيسة للدستور تولى الفصيل الوطنى كما يحلوا للبعض تسميته رغم إنكار أصحابه لفكرة الوطن أصلاً ، تولى حكم الدولة و لكنه فشل فى إدراتها كما كان كانت تديرها عصابة مبارك مما أدى إلى البعض أن يعيد المقارنة بين الحزب الوطنى الذى قتلنا بالفساد و بين الفصيل الوطنى الذى قتلنا بالسلاح حتى وصل للحكم و فشل فى تقديم شئ للشعب غير الشعارات الدينية التى مثلها مثل مؤشرات مبارك الأقتصادية لا تغنى و لا تسمن من جوع .
بعد 30 يوينو 2013 تحول الجيش الذى تغنى به الأخوان أنه حامى الشرعية قبل هذا التاريخ بأيام ، تحول إلى عدو و جيش مرتدين يُقتل منه يومياً جنديان أو ثلاثة بينما يبرر البلتاجى قيادى الأخوان هذا الفعل أنه بسبب غياب مرسى عن القصر و أن الأمن و الهدوء سيعود بعودته ، و بنفس المنطق أصبحت كل الكوراث الطبيعية نتيجة لغياب مرسى و كل حوادث الأهمال البشرى نتيجة لغياب مرسى ، حتى أن كل الحوداث الأرهابية التى يقوم بها بها الفصيل المؤيد لمرسى و من أجله و التى هى بسبب تقصير العقلية الأمنية فى مواجهة خصومها بينما أن الحقيقة أنها ستتوقف بعودة مرسى كما بدأت برحيله لأن عندها سيعود الجيش إلى إيمانه السابق و ستصبح مصر جميلة كما كانت و تستحق كل خير .