خبر من جريدة قديمة قبل أن يصبح الأنقلاب ثورة
مع إقتراب ذكرى ثورة يناير تبدأ بعض النخب فى خطابها الداعى إلى ضرورة الأصطفاف الوطنى ضد السلطة من أجل إستعادة وضع 25 يناير و تحجيم دور المؤسسة العسكرية التى أصبحت تسيطر على مفاصل الدولة بشكل أكبر مما كانت عليه قبل يناير 2011 ، و رغم أن الداعين للتسامح معهم و الأصطفاف خلفهم ما هم إلا نموذج حى لدواعش الزمن الجميل الذين أعلنوا ندمهم على أفعالهم زمن مبارك قبل أن يعودوا للتباهى بنفس الأفعال بل و يكرروها بعد صعود نجم الأخوان فى أعقاب ثورة يناير .
من ضمن مدعى حب الوطن و الحرص على السلام المجتمعى شخصيات قامت بمذبحة بحق جنود الأمن المركزى أثناء قيامهم بصلاة العيد فى أحد مساجد أسيوط ببداية ثمانينات القرن الماضى ، ليلعن بعدها بسنوات أحد منفذى المذبحة توبته أثناء حقبة مبارك الذى سمح له بإنشاء حزب له خلفية إسلامية و آخر أعلن توبته و كان أحد نجوم الفضائيات الدينية و لكنه أعلن لاحقاً أفتخاره بما قام به بعد سقوط مبارك ظناً منه أن فعله القديم أتى بثماره أخيراً !
غير أن النخب المصرية التى تدعو إلى الإصطفاف من أجل دولة مدنية حديثة لا تجد غضاضة فى الدعوة إلى الإصطفاف مع اليمين الدينى المتطرف الذى حمل ضدهم السلاح فى الأتحادية بعد أن وصل أحد أطرافه لكرسى الرئاسة داخل القصر ، و لا يجدوا غضاضة فى الدعوة إلى الأصطفاف خلف الأخوان رغم أنهم أعلنوا مسئوليتهم غير المباشرة عن حوادث القتل اليومية لمجندى الجيش بعد عزل مرسى و حتى قبل فض إعتصام رابعة لكى يكون لهم مبررهم الأنتقامى التقليدى ضد كل من أرتدى الزى العسكرى .
النخبة التى تريد دولة مدنية حديثة عليها الكف عن نغمة الأصطفاف الوطنى مع الأخوان فهم تاريخياً من أيد الجيش فى إنقلابه على الملك فى يوليو 52 و هم من أخرجهم السادات فى السجون لمواجهة معارضيه من اليسار و هم من وضعوا دستور 2012 منفردين بعد إنسحاب معظم تيارت المجتمع المصرى من اللجنة التأسيسية ، على النخبة أن تجد يد نظيفة غير ملوثة بالدماء لتمد لها يدها إذا أرادت أن تجتذب مؤيدى فكرها و أن تستفيد من دروس الماضى القريب فآثار دمائه لا تجف على رمال رفح و العريش حتى اليوم .
