شموس لا تغيب

تعامد الشمس أثناء الشروق على وجه رمسيس الثانى فى قدس الأقداس بمعبد أبو سمبل

تعامد الشمس أثناء الشروق على وجه رمسيس الثانى فى قدس الأقداس بمعبد أبو سمبل

يوم 22 أكتوبر تتعامد شمس مصر على وجه تمثال رمسيس الثانى إحتفالاً بيوم مولده بينما جثمانه يرقد فى المتحف المصرى لتتعامد أنظار العالم عليه فى باقى أيام العام ، أتى الغزاة و ذهبوا بينما شمس مصر تفى بميعادها مع رمسيس الثانى يوم مولده و يوم جلوسه على العرش و لم تذهب بعيداً عن وجهه أبداً ، حتى عندما رحل الفرعون ظل جثمانه حاضراً شاهداً على الحال الذى وصلت إليه رعيته من تخلف و أحتقار له هو شخصياً رغم ما تركه لهم من دلائل تثبت تفوق دولته فى الطب و الفلك !!

نقيب المرشدين السياحيين المصريين خرج بتصريح مفاده أن الآثار الفرعونية ما هى إلا أصنام فى كلمة أعتدنا على سماعها منذ أن كشف الأسلاميين عن وجههم الحقيقى بعد ثورة يناير 2011 و لكن المؤسف أن تسمع هذه الجملة من شخص مسئول عن الترويج لحضارة سلفنا الصالح أمام عشاقه من كل أركان الأرض و لكن يبدو أنه من عشاق آثار بناها المماليك و الفاطميين الذين ما كانوا إلا غزاة أحتلوا مصر و كاره لآثار بناها المصريين وقت أن كان يعيش المماليك و الفاطميين على الجمع و القنص .

رمسيس الثانى بالذات متهم من بعض المؤرخين إسلامى الهوى أنه هو فرعون موسى الغارق و أن المومياء الموجودة فى المتحف ما هى إلا بدنه الناجى لكى يكون لمن خلفه آية و طبعاً الجيش الغارق يسعدهم و يمنيهم بغرق جيش مصر عقبتهم الوحيدة فى بلوغ عرش مصر الذى أصبح مطمع لكل من هب بعد غروب شمس الفراعنة .

على كل حال غربت شمس الأسلاميين يوم 30 يونيو كما غربت شمس الفاطميين و شمس المماليك و ظلت شمس مصر على ميعادها الذى لم تخلفه يوماً منذ آلاف السنين بمعبد أبو سمبل الذى تم حفره بصخرة واحدة ، و الذى كاد أن يغرق فى بحيرة ناصر أثناء بناء السد العالى و لكن لأن عشاق مصر أكثر صدقاً فى عشقها من أهلها فلقد رفضوا أن تخلف شمسها ميعادها و قاموا بنقل معبد أبوسمبل إلى مكانه الحالى بزواياه الحالية التى تسمح لشمس مصر أن تقبل وجه رمسيس الثانى فى خشوع بقدس الأقداس مرتين فى العام كما أعتادت منذ آلاف الأعوام .

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>