كله بما يرضى الله

من فيلم المصير ليوسف شاهين

من فيلم المصير ليوسف شاهين

ليس القتل فقط هو الذى يتم بإسم الدين بل أن الأمر وصل إلى مناطق أخرى جديدة مثل السرقة و الرشوة ، فاللص الذى قام بتقبيل مصحف فى صيدلية قبل أن يسرق خزنتها يعرف أن السرقة حرام و المرتشى الذى قبل بعرض الحج مقابل تقديم تسهيلات لأحد الفاسدين يعرف أن الحج لا يجوز بالمال الحرام و لكن من الواضح أن كل أفعال القتل و السرقة و الرشوة قد تكون حلال من وجهة نظرهم الدينية و لكن من المؤكد أنها أفعال خطأ أخلاقياً .

قبل عشرين عام مضت كانت توضع بعض النصائح و الأرشادات على ظهر الكتب و الكراسات المدرسية مثل الحفاظ على نظافة الشارع و ترك مقعدك فى المواصلات العامة لكبار السن و السيدات الحوامل و غيرها من النصائح التى يظهر واقعنا الحالى الفقير بأخلاقه و الغنى بمظاهره الدينية أننا فى حاجة لإعادة التفكير فى دور الدين بحياتنا و لماذا أصبح تأثيره فى بعض الأحيان سلبى ؟!

مدينة القاهرة التى تشتهر بكثرة مساجدها و أرتباط أسمها بوصف الألف مأذنة تعانى من مشكلة مستعصية فى النظافة مردها سلوك المواطنين و فساد أجهزة الدولة معاً إلا أن أنتشار ظاهرة جمع التبرعات فى المساجد لإعمارها و تزويدها بالمكيفات أحتل أولوية على نظافة محيط المساجد لأن القائمين على المساجد لا يجمعون تبرعات إلا من أجل داخل المسجد فقط أما محيطه الخارجى فأصبح من المعتاد أن ترى كوم من القمامة على بعد متر من باب المسجد المكيف .

فى زمن كل شىء فيه يباع و يشترى أصبح الدين يباع فى فضائيات لها نجومها من إعلامين و فنانين حصلوا على لقب داعية إسلامى فى بلاد أغلب سكانها مسلمين و لكن من المؤسف أن سلعتهم الرائجة مثل الوجبات السريعة يأكلها جائع و يلقى بغلافها على الرصيف و رغم تحذير العلماء من الأمراض التى تسببها الوجبات السريعة إلا إنها أصبحت عند الكثير عادة يظنها محمودة رغم أنها لا تنهيه على إلقاء بقاياها على الأرض !

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>