من أنتم و من نحن ؟

على باب كنيسة مواجهة لجامع كبير بمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية بالقرب من مركز شرطة محصن بشكل أكثر كثافة من خط بارليف ، كتب أحدهم على باب الكنيسة فى أعقاب عزل مرسى عبارات كثيرة عن الإنقلاب و السيسى الخائن و قد تم محو كل الجمل و العبارات بينما تم ترك عبارة ” معركة الهوية الإسلامية ” و كأن الطلاء قد نفذ قبل محو هذه العبارة بالذات الباقية أكثر من عام صامدة ضد المؤامرات الكونية المزعومة ضد المسلمين و دينهم.

يواجه المجتمع المصرى صراع الهويّات ما بين هوية وطنية أو دينية أو قومية ، فالبابا شنودة قال مصر وطن يعيش فينا لا نعيش فيه و لم يذكر أن المصريين كانوا أقباط عندما غزا عمرو بن العاص مصر ، هو البابا الذى رفض إسلاميين متشددين الوقوف دقيقة حداداً على روحه و رفض آخرين تقديم العزاء فيه على إعتبار أنه من أقطاب الكفر فى المجتمع المصرى ، هم نفسم الإسلاميين الذى يستعدون الآن لدخول البرلمان الأول بعد موجة ثورية كان الهدف الأساسى منها عزل الإسلاميين بقيادة جماعة الإخوان و تراثها الذى يحتقر فكرة الوطن فحسن البنا مؤسس الجماعة قال أنا لا وطن لى و سيد قطب قال ما الوطن إلا حفنة من التراب النجس بل إن مهدى عاكف كان أكثر صراحةً عندما قال إنه يفضل أن يحكمه مسلم ماليزى عن أن يحكمه مصرى غير مسلم !

أما فكرة الهوية القومية التى عاشها وهمها المجتمع فى عهد جمال عبد الناصر فلا داعى للحديث عنها إحتراماً لمشاعر القومين العرب فى سوريا و العراق و اليمن .

أحمد أبو الغيط آخر وزير خارجية قبل ثورة يناير حذر المصريين قائلاً أن مصر ليست تونس و الأحداث لا زالت تثبت صحة وجهة نظره التى تم السخرية منها حينها و لكن الأيام أثبتت أن شعب و نخبة تونس أفضل من نظريتها المصرية ففى مشهد الختام و الإحتفال بإقرار الدستور التونسى العظيم وقف كل أعضاء الجمعية الوطنية على إختلاف توجهاتهم مرددين نشيدهم الجميل ” إذا الشعب يوماً أراد الحياة ” رافعين أعلام تونس بينما هناك جانب كبير من نواب برلمان مصر 2011 يرفض الوقوف عند عزف السلام الوطنى و يعتبر العلم المصرى قطعة قماش بالية بل أن متابعة جلسات هذا البرلمان المنحل كانت تثير الحزن فليس من أجل هذا و لا من أجل هؤلاء كانت يناير 2011 ؛ الدستور التونسى لا توجد مادة به تحدد هويته بينما الدستور المصرى سواء 2012 أو المعدل بعد 30 يونيو يحدد هوية مصر العربية و موقعها الجغرافى و كأن مصر قبل عمرو بن العاص كانت بلا دين و تاريخ و كأن موقعها الأقدم بين دول العالم يحتاج مادة فى الدستور للتأكيد عليه !

شعب تونس نال جائزة نوبل للسلام بينما شعب مصر يحتاج ليوم يمر عليه بسلام !

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>