البطل الذى قتله شعبه
بعد أيام قليلة ستحل ذكرى السادس من أكتوبر اليوم الذى عبرت فيه القوات المصرية من غرب قناة السويس لشرقها من أجل الحصول للدولة المصرية على موقف تفاوضى قوى تسترد به ما تم سلبه منها قبل ست سنوات ، و رغم تحقيق الغرض من المعركة إلا أنه ظهرت بيننا طائفة تُسمى أنصار أول رئيس مسلم ملتحى تكاد تقسم بقبر البنا أن مصر أنهزمت فى حربها و تدلل على ذلك بمكان مفاوضات فض الأشتباك التى تمت على أراضى تسيطر عليها القوات المصرية و معضدين نظريتهم بصورة جندى إسرائيلى يقف على أول طريق القاهرة السويس أثناء معارك الثغرة .
الحديث مع مثل هؤلاء غير مُجدى تماماً فسواد مشاعر الكراهية للجيش الذى عزل الأخوان أعمت عيونهم عن الأمر الواقع و هو أن إسرائيل أنسحبت من سيناء رغم النصر الذى حققته من وجهة نظرهم فى أكتوبر 73 فى فصل جديد من نظرية المؤامرة التى يشككون بها فى كل إنجاز بتاريخ هذا الوطن نكاية فى دولة العسكر عدوتهم التاريخية .
دولة العسكر التى حملها الإخوان على أكتافهم فى 1952 ليسقطوا بها النظام الليبرالى الذى كانت تحيا مصر فى ظله ليست أنقلاب على الملك فاروق بل ثورة بعد أن كانت حركة مباركة ، و عبد الناصر الذى تحل ذكرى رحيله اليوم و صورته بزيه العسكرى مع مرشد الإخوان عند قبر حسن البنا فوتوشوب و بالتبعية فإن مظاهرات 30 يونيو ما هى إلا فوتوشوب و خدع سينمائية و 3 يوليو ليست موجة ثورية بل إنقلاب !
من حق أى إنسان أن يعتنق الفكر و الموقف الذى يتسق مع ما يراه أنه فى صالح الوطن أما إنه يزور الحقيقة و يقول أن أحداث أكتوبر 73 فوتوشوب فلا شك أن لعنة الدماء التى سالت من أجل كرامة الوطن التى هى من كرامته ستطوله كل يوم هو نفسه المطالب بحق دماء من سقطوا فى فض رابعة فى حين أنه يلوث دماء شهداء سيناء بالسم المغشوش .
التاريخ خلّد الفتاة التى عصت أمها و لم تخلط اللبن بالماء من أجل مطامع دنيوية و لكن ماذا سيفعل التاريخ بالأخوان و هم يخلطونه بنظرية الفوتوشوب طاعةً لعصابة الإرشاد من أجل مطامع دنيوية فى عرش مصر ؟!
