ومن الخيال ما قتل!

وكما قال يوسف بك وهبى: وما الدنيا إلا مسرح كبير!!

وكما قال يوسف بك وهبى: “وما الدنيا إلا مسرح كبير!!”

بين الواقع والخيال هو أسم لأحد البرامج التى كان يذيعها التليفزيون المصرى وقت أن كان أمتلاك أطباق الأستقبال رفاهية لا يملك ثمنها غالبية المجتمع، حيث كان مضمون البرنامج عبارة عن أستضافة صناع أحد الأفلام السينمائية ومقارنة ما صنعه خيالهم بواقع المجتمع، ورغم أن البرنامج أصبح من التراث التليفزيونى فى عصر الفضائيات إلا أن طاقمه كان سيجبر على التوقف فى كل الأحوال حيث أصبح من المؤلم مقارنة الواقع بالخيال.

ورغم أن البرنامج الذى كان يناقش مؤلف العمل بمدى تأثره بالواقع إلا أن تأثر المشاهد بخيال المؤلف هو الذى تحقق لاحقاً، حيث طالعتنا الصحف بخبر الزوج الذى أحرق منزله بعد أن أحتجز زوجته وأبنته فيه، فى حادث يظهر تأثر الجانى بالمسلسل الرمضانى الشهير الذى أحرق بطله والده بنفس الكيفية التى فعل بها الجانى فعلته.

واقعة حرق الزوج لبيته وأهله تأتى فى أثناء حبس أحمد ناجى الكاتب الذى نشرت له أحد الصحف القومية جزء من رواية وصفت بأنها أباحية وتحرض على الفسق فى عقاب واضح على أنتاج خياله الذى ذهب لمناطق رأى حراس الفضيلة بأنها تمثل خطر على المجتمع المصرى الذى يبدو أنه لم يبلغ بعد سن الرشد ليكون له حرية الأختيار ما بين الخطأ والصواب.

منتج ومؤلف العمل الذى أحرق بطله أباه على طريقة الدواعش وحرقهم للطيار معاذ الكساسبة قد يكونوا الآن فى طريقهم لأنتاج عمل جديد، وربما وجد أحمد ناجى بمحبسه فكرة جديدة ينعش به خياله الذى أودعه الحبس ولكن من المؤسف توقف برنامج بين الواقع والخيال عن الأنتاج أما بسبب تراجع السينما المصرية أو بسبب خوف المبدعين عن إعمال خيالهم!

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>