أن تصحو على أنباء إلغاء أى تأشيرة دخول لباريس لغير الأوربين على خلفية أحداث أستاد دو فرانس الأرهابية بالأمس ، يذكرك بنفس الأستاد الذى شهد أيضاً أحداث نهائى كأس العالم 98 قبل سبعة عشر عاماً و التى كان بطلها بأمتياز زين الدين زيدان الذى عانى من هجوم اليمين المتطرف الفرنسى عليه بسبب أصوله الجزائرية و هاجموا الرئيس الفرنسى جاك شيراك بسبب سياسته المنفتحة الذى كان يطير فرحاً مع كل هدف لمنتخب المتعدد الألوان و الأجناس و الأديان الذى أعتبره معبراً عن القيم الفرنسية التى دافع عنها بشدة ضد اليمين المتشدد المعادى للمهاجرين و المجنسين و أعتبر أنتصار منتخب فرنسا أنتصار سياسى له هو شخصياً .
إلا أن المتشددين الإسلامين هم الآخرين كانوا سعداء بزيدان مثل جاك شيراك و لكن من وجهة نظر مختلفة تماماً فزيدان هو إبن دينهم الذى يمثل لهم نظريتهم بتفوق أصحاب الديانة الإسلامية عالمياً على نظرائهم من أتباع الديانات الأخرى إذا توفرت لهم الظروف الجيدة ، حتى لو كان هذا التفوق فى بلد علمانى كفرنسا ينادى بالمساواة بين جميع المواطنين بغض النظر عن الدبن و اللون و الأصل .
اليوم أصبح المسلم ساكن مزعج لهذا الكوكب بالكامل سواء فى البلاد التى يمثل أغلبية سكانها أو التى يعيش فيها كأقلية ، فالخطاب الدينى القادم من البلاد العربية الذى تصدره إلى العالم مع النفط يروج لسلع الكراهية و الحقد لغير المسلمين بدلاً من مشاعر التسامح و الرحمة التى من المفترض أن يروج لها أى دين يسعى لتسويق نفسه و من مفارقات السياسة العجيبة أن أنظمة هذه الدول المصدرة للخطاب الدينى الدموى هى صديقة للغرب بل و داعمة لثوار الربيع العربى فى دول الجوار التى يجوز فيها الخروج على الحاكم المسلم بينما يبقى نفس الفعل محرماً فيها .
فى باريس اليوم لا أحد من الفرنسيين يتذكر اليوم الذى قال فيه زيدان أنه فخور بجنسيته الفرنسية ، هذا التصريح الذى صدم الكثير من عشاقه المصابين بعمى الألوان و لم يعرفوا أن الجمال فى إختلاف الألوان وتضادها و لا أحد الشامتين فى فرنسا اليوم يتذكر ان القوات الفرنسية هى التى قامت بحماية المساجد بعد حوادث تشارلز إبدو من هجمات المتشددين فالأمة الفرنسية أمة وسطية قولاً و فعلاً فهم ليسوا من الذين يقولون و لا يفعلون !