لحم ودم

رابطة مشجعى الأهلى أصدرت بيان قالت فيه أن يدهم ممدوة للوطن للكشف عن من ذبحهم ولعودة الحياة للمدرجات

رابطة مشجعى الأهلى أصدرت بيان قالت فيه أن يدهم ممدوة للوطن من أجل القصاص ممن قتلهم ببورسعيد ولعودة الحياة للمدرجات

مدرس اللغة العربية الشاب كان يقف كل طابور صباح واصفاً حبه لعلم البلاد بكلمات شعرية كثيرة، حيث أنه كان يهوى نظم الشعر والنثر بجانب مهنته الأساسية، ولكن الكلمات الوحيدة التى علقت بذهنى هى “أن هذا العلم جرى حبه بين لحم ودم”، وبعد أن ينتهى من وصف حبه للعلم يصيح هاتفاً تحيا جمهورية مصر العربية، هذا الهتاف الذى كان يكرره أحياناً بعد توبيخنا أذا لم نؤديه بالحماس المطلوب!

تذكرت هذه الكلمات مع زيادة كم اللحم والدم المتناثر بعيداً عن علم الوطن، حيث تعددت أسباب جريان الدم، فمع الدعوة للثورة سالت بعض الدماء، والدعوة للذهاب خلف أحد فرق الكرة لتشجيعها أدت هى الأخرى إلى مزيد من الدماء، والدعوة إلى البحث عن شرعية الأخوان التى وصفها مرسى بأن دونها الدماء كانت هى الأخرى سبب فى المزيد والمزيد من الدماء.

دماء هنا وهناك داخل الوطن ولكنها ليست من أجله، وأعلام هنا وهناك وغاب علم الوطن، وأصبحت الدعوة لرفع علم الوطن دعوة للتطرف بأسم الوطن، وأصبحت الدعوة لوقف نزيف الدم أنهزامية وخيانة للثورة ولشهدائها الذين رحلوا وتركوا دمائهم سلعة ثمينة فى سوق السياسة.

الآن فقط تستطيع أن تستنتج لماذا يكره الكثير من المصريين الملك فاروق رغم أنه تخلى عن العرش حقناً للدماء؟!

ولماذا يرمى الكثير منهم الرئيس السادات بتهمة الخيانة رغم أنه هو الذى سعى إلى حقن دماء المصريين ومنع نشوب حرب أخرى ضد أسرائيل، السادات الذى تسلم علم البلاد منكساً ورفعه فعلاً ولكن بالنهاية تناثر لحمه ودمه بيد من أراد أن يحفظ لهم دمائهم؟!

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>