لماذا أصيبت الكلمات بالخرس؟

لماذا أصيبت الكلمات بالخرس؟ هل لأن الحقيقة أسوأ من أن يتم تصويرها ببضع كلمات فآثرت أن تستر بصمتها الدائم عرى الحقيقة القبيح فأصابها الخرس؟! هل لأن مشهد الدماء أصابها بصدمة قوية أفقدها النطق فأصبحت أسيرة لداء الخرس؟! هل لأنها سمعت أذىً كثيراً من المتنابزين والمحتفلين بمواكب الموت المتتابعة فعجزت عند الرد عليهم فأصابها الخرس؟! وهل…

فى علم الغيب

أستلقيت على نفس السرير الذى مل من جسدى النحيل داخل نفس الغرفة الضيقة التى أكلت الرطوبة طلائها وسكنت الأتربة أركانها وكأن قدرى أن تعيش رائحة أيام الخماسين معى كل ليلة لتذكرنى باليوم الذى أمضيته معك كاملاً رغم الطقس العاصف والمترب فى أحد أيام ربيعنا الملتهب، عندما أدخل الجنة سأطلب أن تكون حوريتى لها نفس صورتك…

خرجت ولم تعد

يبدو أن الفنان الفرنسى بارتولدى وقع فى غرام فلاحة مصرية فنحت لها تمثالاً ويبدو أنه تمنى لها الحرية والعلم فجعلها تحمل كتاباً بيد وترفع باليد الأخرى شعلة تضئ بها طريق من يمر بقربها ويبدو أيضاً أن الحكومة المصرية آنذاك شعرت بالغيرة على الفلاحة فرفضت مشروعه تماماً حتى بعد أن قام الفنان بارتولدى بتعديله الذى ربما…

عالم الحيوان

جمع كل ما أستطاع من غذاء خف وزنه وغلت قيمته حتى يستطيع السفر بسهولة كما أعتاد كل عام إلى الجنوب حيث تسطع الشمس ساعات أطول لتشبع جسده النحيل بالدفئ الذى يشح فى خريف بلاده القارسة البرودة رغم أنها البلاد التى يُلقى فى سبيل العيش بها آلاف البشر أنفسهم فريسة سهلة لغدر البحر حيث يبدو أنهم…

عنها وعنهم

وأخيراً قررت تلبية دعوة المشتاقين لها الذين لم يجرؤا على طلب ودها علناً إلا فى تلك الأيام بعد أن ظلت حلماً جميلاً يداعب خيالهم أيام وليالى طويلة عانوا خلالها من أختناق كلمات الحب فى حلوقهم رافضة الخروج للبوح بمشاعرهم لها وشوقهم ليوم اللقاء خوفاً من رفضها أو رفض البعض من زيارتها التى قد تكون على…

وعلى الأرض السلام

أقترب أكثر من الجدار متحسساً بيده مواضع مرت عليها أيادى من مروا قبله ملتمسين طريقهم إلى بضع نقاط من ضوء ينير ظلام دنياهم، شم رائحتهم مختلطة برائحة ألف عام من الزمان أو يزيد وتهادت إلى أذنيه لهجات ولغات من ألسنة شتى تمر بجواره، تقترب أكثر كلما أقترب أكثر من الباب العالى المفتوح على مصراعيه للجميع إلا…

أهل الحب

لا شئ جديد هذا الصباح نفس الحيز الضيق من المضجع يغفو ويستقيظ عليه تاركاً باقى مضجعه لعل الأحلام التى تخاصمه تجد لها مساحة تشاركه بضع أجزاء من ليله الذى مر خالياً كالعادة من أى أحلام تاركة أياه إلى واقعه المر نهاراً رافضة أن تخفف عنه ليلاً. ترك ورائه الأحلام التى تخاصمه فى حيزه الضيق ليلاً…

على باب الآخرة

قام من ثباته الطويل ينفض عن جسده المحنط أتربة آلاف السنين المتراكمة ينظر حوله ويتذكر ما حدث له قبل الموت مباشرة، ثمة أصوات مختلطة من الصراخ والأستغاثة بالآلهة بينما قارب البردى الكبير الذى أستقله قد أصبح عاليه سافله وبعض رفاق طريقه يقاومون تيار النيل القوى للوصول إلى حزمة قش يتعلقون بها لعلها تنقذهم من الغرق…

جمهورية المؤمنين

نجح الشاب بفضل نحافته فى الولوج إلى الداخل سريعاً قبل أن يغلق الباب أتوماتكياً على جسده الذى نجح فى أحتلال مكان آمن وقوفاً وسط الزحام بينما أحتل المقاعد آخرون تظاهر بعضهم بالنوم وأنشغل بعضهم بترتيل القرآن بصوت كسر صمت الركاب قبل أن ينطلق صوت السائق يطلب من الركاب الجدد الأبتعاد عن الأبواب حتى يتحرك القطار…

خلف الباب المفتوح

الباب الكبير المفتوح كان يفضى إلى حوش كبير تحفه نخلات طوال تظللن بعض أركانه من شمس نهار أغسطس القاسية التى لم تثنى الأطفال من البحث عن بعض التمرات المتساقطة التى نضجت قبل أوانها بينما أنكبت بعض اليمامات تلتقط الحبوب التى سقطت سهواً من العمال عند تخزينها وبينما كان الكلب يجلس فى صمت يراقب زوار بيته…