أحلام بنت حواء

المدونة الليبية أحلام البدرى بطلة القصة الحقيقية

المدونة الليبية أحلام البدرى بطلة القصة الحقيقية

كنت أسير يوماً ما فى نفس الطريق الذى سارت فيه الكثيرات غيرى يرتدين نفس الزى الذى يغطى رؤوسهن وأغلب أجسادهن، أهرول فى طريقى الضيق المرسوم لى سلفاً فى خضوع خلف قضبان زنزاتى الضيقة التى وضعنى فيها مجتمعى الذكورى خوفاً من أن أفتنه فأحرمه من الجنة مثلما فعلت أمى حواء مع أبى آدم منذ زمن بعيد جداً جداً.

لن أنسى يوماً أن البداية كانت فى ذلك اليوم العصيب الذى فصلوا فيه طابور الرجال عن النساء كعادتهم دائماً فى البنك الذى لم تطل مبانيه آلة الحرب المجنونة بعد ولكنها طالت أمواله المحدودة والتى يدفع جزء منها كرواتب، لن أنسى ضغوط الحرب ونقص الأموال والسلع ولن أنسى أيضاً تذمر الرجال من الأوضاع وصبر النساء وأحتراقهن فى صمت كعادتهن دائماً، سأذكر أيضاً ذلك الرجل صاحب الصوت الجهورى عندما طالبنا بصوت عالى إلى الأنضمام إلى طابور الرجال وسط ذهول الجميع رجال ونساء!

حدثنى قلبى عن أولى ثمار الثورة حيث المساواة بين الرجل والمرأة ولكن عقلى يحدثنى عن شئ آخر فالأنباء لم تحمل لى بعد مصرع أبليس فى الحرب، فصلوا النساء عن الرجال فى البداية وعندما نفذت أموال طابور الرجال قرروا ضم أموالنا إليهم والتغاضى عن طوابير الفصل العنصرية، هذا هو الأمر أذاً!

هنا خرجت روحى المتمردة من زنزاتها فجأة فصرخت فى ثورة: لا لن يحدث هذا أبداً أن كان ولابد فلينضم الرجال إلى طابور النساء وليس العكس بل وعليهم الأنتظار حتى ينهى الواقفات شئونهن أولاً فلدينا مهام أخرى تنتظرنا فى البيت، وبعد مفاوضات تمت وسط ذهول الجميع من تلك الأنثى المتمردة على كل ميراث مجتمعها تم الأتفاق على دور واحد للرجال ودورين متتالين للنساء مع الحفاظ على فصل الرجال عن النساء فنحن لا نريد أن ينضم الرجال ألينا بعد أن أختاروا الأبتعاد عنا فى البداية.

قال أحدهم لى ساخراً ولكن يا سيدتى للرجل مثل حظ الأنثيين فرددت عليه بنفس نبرة السخرية هذا فى شرع السماء ولكن فى شرعى أنا أن للواقفة هنا مثل حظ الذكرين وأن كان عليك التمرد فأخرج من البنك كما خرج أبونا آدم من الجنة يوماً ما!

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>