البقرة الضاحكة

v4_266502156

يبدو أن البقر فى أروبا أسعد حظاً من أخوانه فى مصر ، فهل ستقبل أوروبا بقطعان اللاجئين من البقر المصرى الذى حتماً سيلقى بنفسه فى البحر متجهاً إلى أوروبا هروباً من تنظيم الجزارين الإرهابى الذى يمارس جرائمه وسط ترحيب شعبى و تواطئ حكومى و صمت من المدافعين عن حقوق الحيوان خوفاً من دواعش الداخل .

فبالبقرة الفرنسية الضاحكة من فرط جمال إبتسامتها أصبحت علامة تجارية لأحد اشهر أنواع الجبن فى العالم أما البقرة المصرية فهى تعيش فى مهانة منذ ولادتها و حتى نحرها ، فمعظم الزرائب التى تعيش فيها لا تسمح لها بالحركة أكثر من خطوة للأمام أو للخلف .

و رغم أن صاحبها يعتبرها أفضل من المال السائل الذى تتناقص قيمته الحقيقية بسرعة بفعل التضخم بينما البقرة سعرها فى أزدياد دائم و لا ينخفض ، إلا أنه لا يرد لها الجميل و ينتظر حتى شهر ذو الحجة حيث يبيعها قبل العيد الأضحى بأعلى سعر لزيادة الطلب الموسمى بسبب الرغبة فى تأدية شعيرة النحر .

إلا أن معاملة مُربى البقرة بكل الأحوال أرحم من معالمة التاجر و الجزار التى تكتشف حينها البقرة أن الزنزانة أو الزريبة كانت هى النعيم الذى تمردت عليه فطردت منه للأبد ، فيأتى التاجر بسيارة نصف نقل غير مؤهلة لحمل أى كائن حى إلا أنها ستدفع دفعاً لصعود صندوقها الذى قد يتسع لرفيق أو أثنان إن كانت من أصحاب الحظ الجيد ، و تبدأ رحلتها من الريف الهادئ الممل رغم السلام و الخدمة الجيدة التى كانت تتمتع بها إلى المدينة حيث حياة الصخب و التلوث و الزحام و المهانة التى ستلاقيها فى أيامها الأخيرة حيث يتم ربطها فى شادر بالشارع يضم ضحايا آخرين أو أمام محل الجزارة نفسه لكى ترى بعينها جثامين من سبقوها معلقة للعرض و تكون هى نفسها للعرض .

إلا أن كل ما سبق لا يمثل شئ فى ما سيحدث لها بعد فراغ المصليين من صلاتهم و تكبيراتهم حيث تلملم المساجد حصيرها سريعاً خوفاً عليه من التلوث بالدم الذى يبدأ فى الجريان على الأرض بعد نحر أول ضحية أمام كل من حضر من بشر و بقر ، ليكبر البشر و تندب البقرة المصرية حظها الأسود فنهايتها أسوأ من نهاية ضحايا داعش البشر بمراحل !

فبعد أن أدخلها الفراعنة التاريخ و نحتوا صورها على جدران معابدهم نحرها أحفادهم بوحشية و تمنت عندها حيث لا وقت للأمانى أن تعيش فى البلاد التى تملك أبقارها ضحكة ذات شهرة عالمية على أن يكون تاريخها مجرد نحت على جدار معبد أو مقبرة .

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>