ليلة فى قصر الإتحادية

يوسف بطرس غالى آخر وزير مالية فى عهد مبارك و الذى يدور الجدل الآن حول أسلوب سياسته هل كانت ناجحة أم أدت لقيام الثورة ؟

يوسف بطرس غالى آخر وزير مالية فى عهد مبارك و الذى يدور الجدل الآن حول أسلوب سياسته هل كانت ناجحة أم أدت لقيام الثورة ؟

كانت ليلة باردة غاب فيها القمر عن السماء التى أسودت ربما حداداً منها على الأحداث التى مرت بالأمس ذكراها ، محيط قصر الأتحادية كان مسرح أحداث فض إعتصام ضرب إعتراضاً على الإعلان الدستورى الذى أصدره محمد مرسى بعد شهور من إستلامه السلطة و الذى بموجبه منح لنفسه صلاحيات شبه إلهية تحكم قبضته على بلاد كان يحكمها بعد أنتخابات قيل أنها ديمقرطية لشعب قيل له أن الديمقراطية هى أنتخابات و أغلبية و أقلية و دمتم بينما الديمقراطية الحقيقية بريئة من مفهومهم براءة الذئب من دم إبن يعقوب .

غير أن الأعلان الدستورى الذى صدر و تم إلغائه لاحقاً بعد أحداث وضعت فى قلب من حضرها ضرورة الكفاح لسنوات من أجل الخروج من بئر تم إلقاء الشعب المصرى فيه كالبئر الذى ألقى أبناء يعقوب أخاهم يوسف فيه ، و لكن البئر الذى كان فيه يوسف الذى وصل إلى مصر لاحقاً و أصبح أميناً على خزائنها التى أنقذت العالم من المجاعة التى ضربته يختلف عن بئر الشعب المصرى الذى يريد الخروج منه للوصول إلى مصر كالتى كانت أيام يوسف ، فكلما حاول الشعب الخروج من البئر وجد من يشده بقوة إلى أسفل و الوارد الذى أدلى دلوه و أخرج يوسف أصبح لا يمر على البئر الذى يجف يوماً بعد يوم !

أنصار مرسى الذين تجمعوا عند مسجد رابعة العدوية و قاموا بالهجوم على معتصمى الأتحادية بالشوم و العصى و الأسلحة البيضاء لفض أعتصامهم نجحوا فيما سعوا إليه و أحتلوا محيط قصر رئاسة قائدهم الذى أنفتحت أبواب حديقته لهم بعد أن أستتب الأمر لهم ليغتسلون من دماء لوثت أيديهم و ثيابهم تحرسهم أعين حرس سلطانهم بينما الجامع المقابل للقصر تحول إلى مقر إستجواب لمن وقع فى أيديهم من المعتصمين و الذين كان يتم إنتزاع الأعترافات منهم تحت وطأة عمليات تعذيب تتم بإشراف أطباء إخوانجية نكثوا بقسم أبقراط طاعة للمرشد و نائبه و مرؤوسهم المنتخب حديثاً ، فى مشهد غاب عنه الجيش و توارت فيه الشرطة التى ظهرت فى مشهد واحد على إستحياء بأحد الشوارع المحيطة بالقصر تحاول الفصل بين المشتبكين بتفريق معارضى مرسى إخوانه !

المغير أحد نشطاء الإخوان المشاركين فى أحداث الإتحاية يطالب بالقصاص لضحايا رابعة

المغير أحد نشطاء الإخوان المشاركين فى أحداث الإتحاية يطالب بالقصاص لضحايا رابعة

بعد شهور من قيام الإخوان بفض إعتصام الأتحادية إنطلاقاً من رابعة تم فض أعتصامهم الذى ضربوه فى رابعة من أجل أن يعيدوا مرسى إلى الأتحادية و تجرعوا من نفس الكأس التى سقوها لغيرهم منذ شهور ، بينما مصر التى كانت تطعم العالم أيام يوسف و لجأ إليها أباه يعقوب و بنيه فى السبع سنوات عجاف تكافح الآن للخروج من سنوات أخرى عجاف أطول من التى كانت أيام يوسف عليه السلام و لكن يبدو أن السنوات ستصبح أطول فخزائن الأرض خاوية و لا يوجد حتى الآن من لديه النية لملئها !

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>